قال الضَمِير المُتَكَلِّم : أمسِ كان عرضٌ للجزء الأول من خطبة الشيخ صالح بن حميد الجمعة الماضية في المسجد الحرام ؛ والتي فيها التأكيد على أن جَوْهَر الإسلام هو المعاملة والأخلاق ، واليوم نكمل تلك الخطبة الحكيمة ؛ يقول فضيلته : لابد للإنسان من التدين والتزين بالأخلاق ؛ وبدون الدين ، لا تكون الأخلاق ، وبدون أخلاق لا يكون قانون ولا نظام ولا أحكام . حَسَنُ الخلق عفوٌ كريم يكظم غيظه ، ويعفو وهو قادر على الانتقام ، ويتسامح وهو صاحب حق ، لا يشغل نفسه بالخصام والعداوة؛ فالعمر عنده أعز ، والحياة لديه أغلى والأخوّة أثمن . حَسَن الخلق يُجَسّد الأخوة في الدين ، والمشاركة في المُثُل العليا . حَسَن الخلق سعيد بنفسه وأهله ، يدخل السرور على المحزون ، ويمسح الدمع عن الباكي ، وينير السبيل للحيران ، ويهدي الضال . تعلوه بسمة رقيقة ويد حانية وقلب شفوق . ويؤكد الشيخ ابن حميد أن المجتمع يبقى راقياً ما بقيت الأخلاق وقال فضيلته : ولكن مع الأسف كم في المسلمين مَن لا يعرف إحساناً ولا حنانا ولا رحمة ولا عطفاً ولا عفواً ولا عدلاً ولا صبراً! كم فيهم من يتعامل بالكذب ويخلف الوعد ، ويستمرئ الخداع والغش ! والأشد أن بعض المسلمين عندهم قصور في الفهم ؛ ومنه أن ترى بعض المسلمين يحسن الصلاة ويحافظ عليها في الجماعة ؛ ولكنه يُقَصّر تقصيراً عظيماً في باب التعاملات والتصرفات وكأنه يَقْصِر الدين في هذه الصورة والتدين في هذه العبادة . وختم فضيلته خطبته بالتأكيد على أن من القصور البين أن يُنْظَر للأخلاق وحسن السلوك وكأنه في المرتبة الرابعة أو العاشرة ! أعتذر لكم أعزائي عن نَصّية النقل ؛ ولكن أهمية ماطرحته هذه الخطبةُ ، وحاجة مجتمعنا للأخذ بها ؛ فَرَض هذا الأسلوب ؛ فلعلنا ندرك جميعاً أن الدين المعاملة . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]