* حملت الصحف ووكالات الأنباء منذ مطلع الأسبوع الماضي مجموعة من الأخبار التي لا تُبشّر بالخير.. وتبعث على الحسرة والغثيان، وتهدد الجيوب والخزائن الشخصية بالافلاس. * يقول الخبر الأول إن أسعار الشعير زادت بما نسبته 58% من بداية العام الحالي حتى الآن.. تخيلوا هذه الزيادة السريعة خلال شهرين فقط. التجار يقولون: تأخر صرف الإعانة التي تمنحها الدولة للشعير كمنتج مدعوم لفترة قاربت الاثنى عشر شهراً. وهذا بدوره أدى إلى توقف بعض المستوردين حتى أصبح لدينا شح في المعروض، ولجأ الهوامير كالعادة إلى سياسة التخزين والاحتكار والبيع بالسعر الذي يرغبون. * تجار المواشي وأصحاب الحظائر لا خيار أمامهم إلا رفع أسعارها على المستهلكين، أو التوقف عن تربية وتسمين الأغنام والأبقار والتيوس والجمال، وخلق سوق سوداء للذبائح واللحوم. * الخبر الثاني يقول إن أسعار البيض بدأت في الارتفاع بنسبة 50% وستصل إلى 20 ريالا الشهر المقبل، وعزا مسؤولو صوامع الغلال ذلك إلى زيادة أسعار مركبات أعلاف الدواجن إلى 76%، حيث ارتفع طن الفول من 891 ريالا قبل عشر سنوات إلى 1564 ريالا الآن، وسعر البرسيم من 754 ريالا للطن إلى 5175 ريالا هذا الشهر. * أما ثالث الأخبار فهو زيادة سعر طن الحديد بنسبة ستصل إلى 50% منتصف هذا العام، بسبب الطلب المتنامي للحديد في الصين، ولأن مصانع الحديد السعودية تعاني من قلة الغاز، وكميات الكهرباء وهو ما يخلق مخاطر إضافية واسعة على المصانع!! هذا ما يقوله تجار الحديد في أكبر دولة منتجة للغاز، فهل هذا التبرير منطقي؟! * وبما ان أسعار الأرز ارتفعت في الشهر الماضي، ولأننا شعب نلتهم 600 مليون دجاجة، و3 مليارات بيضة، ونحتل المرتبة الثالثة عالمياً في استهلاك الفرد للدجاج، وستة ملايين رأس من الذبائح سنويًا فان الامر يحتاج إلى وقفة. * نحن مجتمع ندمن الفول، والشكشوكة، والمطجن، والبيض المقلي كل صباح.. ونتعاطى البخاري، والمضغوط، والسليق ظهراً، ولا يكمل مزاجنا مساء إلا بوجبة من عصيدة مع المرق، أو كبسة حاشي، أو مندي، أو مظبي، ومطبق بالبيض. لذلك نناشد وزارتي التجارة والزراعة بالنظر إلى أحوالنا، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، واتخاذ التدابير اللازمة قبل أن يلجأ العربان إلى تخزين الأندومي والشابورة في خزانات المياه تحسباً لخلو الأسواق من اللحوم، والفول، والدجاج.. ويا أمان الخائفين.