حمّل مستثمرون عقاريون ارتفاع اسعار مواد البناء مسؤولية الركود المرتقب لحركة السوق العقارية في جدة خلال السنتين المقبلتين. وحدد مستثمرون ومسؤولون في شركات عقارية التقتهم «المدينة» خلال فعاليات معرض جدة للعقار، الارتفاعات المتواصلة لحديد التسليح والسيراميك والطوب الاحمر كأسباب رئيسية وراء تراجع حركة البناء والاستثمار في التطوير العقاري، يقول هاشم الهمداني مدير فرع السعودية في شركة الهمداني للاستثمار العقاري : إن السوق السعودي يعتبر فرصة للاستثمار الأجنبي بشكل خاص، وكشف ان هذا الاستثمار لم يتضرر بالأزمة العالمية وعلى الرغم من ذلك استمر السوق في زيادة. وذكر الهمداني، أن ارتفاع أسعار مواد البناء من أهم العوامل التي أثرت على الاستثمار في التطوير العقاري مما أدى إلى توقف بعض الشركات عن العمل مما اجبر بعض الشركات الى عدم الوفاء بوعودها مع عملائها لأنه كان أمام هذه الشركات خياران إما أن تتوقف عن الوفاء بوعودها أو تتحمل الشركات الخسائر، فاضطرت إلى إلغاء التعاقدات مع العملاء. وحول نسبة النمو المتوقعة في السوق العقارية السعودية ، قال الهمداني : هناك زيادة جيدة مع ازدهار الاقتصاد السعودي الحالي خصوصا من ناحية العقار، وذكر ان نسبة النمو في مدينة جدة تصل الى اكثر من 21 في المائة وهذه نسبة جيدة تدفع الشركات لانشاء الوحدات السكنية. وقال الهمداني، ان اغلب شركات التطوير العقاري تتجه الى انشاء الابراج العالية خصوصا في مدينة مثل جدة التي تعتبر ذات مساحة محدودة وذات اطلالات سياحية جميلة تدفع الى الاستثمار في هذا المجال، مشيرا في هذا الصدد الى مشروع مدينة المملكة العقاري في شمال جدة. أما الدكتور ريان يوسف المدير الإقليمي لشركة مزايا العقارية، فقال ان دعم المملكة لمشاريع الخدمات المقدمة للمخططات من زفلتة وإنارة وأرصفة وصرف صحي تسهل عمليات التطوير العقاري، وقال : إن شمال جدة هي الفرصة الحقيقية للشركات والاستثمار في ظل وجود مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجامعة الملك عبدالله، وهذه تدفع بعجلة النمو في الاستثمار العقاري.وذكر يوسف ، أن نسبة النمو في سوق العقار بجدة تعتبر ضئيلة ولكن بعد نظام الرهن العقاري الذي ينتظر اقراراه وتنفيذه فإنه سيساعد في الحصول على منزل وسيكون عاملا ايجابيا، مشيراً الى ان التطوير العقاري سيحصل على حصة الأسد من النمو السكاني فنسبة عالية من المواطنين السعوديين يحاولون تملك منازلهم . وأوضح الدكتور ريان أن ارتفاع اسعار الحديد بسبب زيادة الطلب عليه هو من أهم المعوقات التي تواجه المقاولين والمطورين العقاريين في انشاء المزيد من الوحدات السكنية والتجارية والمباني. فيما يرى الرئيس التنفيذي للشركة العقارية الشاملة حسن مصطفى سنبل، ان نسبة النمو حالياً في السوق العقارية السعودية تقارب الخمسة في المائة تقريبا وهذه نسبة ضئيلة بالنسبة لمدينة جدة ولكن الاسراع من عملية الاقراض العقاري والسكني سيكون له مردود هائل في زيادة معدلات النمو العقاري وبالاخص في انشاء الوحدات السكنية. وذكر سنبل انه لابد للاستثمار الاجنبي والسعودي على حدّ سواء ان يستثمر الفرص المتاحة في السوق السعودية طبقاً للمعايير التي تتوفر في هذه السوق من طلب مرتفع ونمو سكاني واحتياجات النسبة العظمى من المواطنين لامتلاك مساكنهم لجميع الفئات محدودة الدخل ومتوسطة وعالية الدخل.