هكذا ارادت مشيئته سبحانه وتعالى ان نجتمع ومن بعد اجتماعنا تفرقنا كأس المنون في كل يوم تشرق شمسه تغرب فيه شموس وتنطفئ فيه قناديل ومشاعل هداية لبشرية جمعاء فقد تصدع جدار الأمة بوفاة قائدها ومعلمها الاول صلوات ربي وسلامه عليه صدع لا يرأبه إلا الله ومن هذا المنطلق فان اي مصيبة او بلوى تحل بساحة احدنا ليست باعظم من فقده صلى الله عليه وسلم فكم لنا من قريب وحبيب وخليل اودعناهم الثرى وكلنا يقين تام بأننا على طريقهم سائرون وانما نحن ثمار يجنينا الموت، فيا ليت شعري كم يعتصر القلب ألماً وكمداً وحزناً ولكن لا نقول الا ما شرع ربنا قوله (وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المفلحون) هكذا اراد الله ولا يوجد في ارادته تعالى” شر محض انما هي ابتلاء واختبار لعباده الصابرين قد يحلق الانسان في فضاء ذاكرته يقلب ملفاتها ويفتش عما بادراجها وينظر الى لوحاتها لوحة لوحة وصورة صورة ولكن في النهاية تبقى فيها صور مشرقة واحداث محفورة بداخلها لا تؤثر عليها رياح النسيان وان هبت ولن تؤثر عليها اعاصير الانغماس في الدنيا وملاهيها وان عصفت بل تبقى شامخة أبية محافظة على رموزها العتيقة التي يفوح منها عود الاخوة ويطيبها مسك الاخلاص والبذل ولكنها ارادة الله لا تعلوها اي اراده فرحم الله كل صديق وحبيب اودعناه الثرى وأهلنا التراب على وجهه فسوف يأتي اليوم الذي يهيل الاصحاب والاح باب على وجهي التراب واصبح ماضياً منسياً الا في ذاكرة من رحم الله من الاقارب قد لا اجد لاحزاني نهاية فاختم بها الا قول الشاعر: ونادت بي الاحزان مهلا فهذه... منازلك الاولى رويدك فانزل عبدالله حمود الهلالي - مكة المكرمة