أوضح رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان مفلح بن ربيعان القحطاني أن المرأة تحتل مكانة عظيمة في المجتمع وتشاطر الرجل في إكمال منظومة الحياة، ولن تستقيم الحياة في مجتمع ما لم تحترم حقوق جميع مكوناته. وأضاف القحطاني بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أن الأممالمتحدة خصصت للمرأة يوما استشعارا بأهمية دورها والمسؤولية الملقاة على عاتقها، ولا شك أن الدين الإسلامي أيضا قد أعلى من شأنها وحفظ لها حقوقها، وهو ما أكده القرآن والسنة وهما يمثلان دستور المملكة. فيكفي النساء فخراً أن سميت سورة كاملة من القرآن باسمهن وسميت سورة أخرى بإحداهن وهي سورة مريم، ولعل الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة يذكرنا فقط بوجوب احترام الجميع لهذه الحقوق وقيام الجهات ذات العلاقة بوضع ومراجعة الآليات القانونية والنظامية اللازمة والتي من شأنها ومن خلالها يمكن نشر ثقافة احترام حقوق المرأة وتوعية المجتمع والجهات الرسمية ذات العلاقة بأهمية احترام وتعزيز هذه الحقوق المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية والأنظمة المحلية. وأشار القحطاني أنه لا يكفي أن نقول إن لدينا أحكام الشريعة الإسلامية التي تتضمن حماية لحقوق الإنسان بشكل عام بل يجب أن نعمل على وضع هذه الأحكام موضع التنفيذ في الممارسة العملية، سواء من قبل السلطات في معاملتها مع الأفراد أو في علاقة الأفراد فيما بينهم. وأكد رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أن أوضاع المرأة بالمملكة حظت باهتمام مباشر في عهد خادم الحرمين وسمو ولي عهده واستطاعت أن تحصل على العديد من حقوقها التي حفظها الدين وكفلها النظام، حيث تبلغ نسبة تعليم المرأة في المملكة نسبة عالية في مختلف المراحل التعليمية، كما تعمل في العديد من المجالات منها مجال التعليم الذي تشغل فيه مناصب هامة كنائبة وزير ومديرة جامعة وعميدة كلية بالإضافة إلى توليها إدارة المدارس والكليات التربوية وأقسام الطالبات في الجامعات كما تقوم المرأة بدور هام في القطاع الصحي والشؤون الاجتماعية، كما دخلت وفازت في انتخابات الغرف التجارية، حيث تشكل نسبة السجلات التجارية الخاصة بالنساء نسبة عالية من إجماليها، ورشحت في مراكز قيادية في الجمعيات المستقلة وبعض المؤسسات الأهلية أو الحكومية بالإضافة إلى مشاركتها في الوفود الخارجية ومع ذلك فإن الحاجة تدعو إلى دراسة وطرح المزيد من مجالات العمل التي تناسب طبيعة المرأة ويمكنها من خلالها المساهمة في خدمة مجتمعها. وأوضح القحطاني أنه إذا كان نظام الخدمة المدنية ونظام العمل قد ساوى بين المرأة والرجل في الرواتب والمزايا المالية كما خصها بإجازات طويلة تصل إلى ستة أشهر في بعض الأحيان، ومنعت الأنظمة توظيفها في الأعمال الشاقة التي لا تستطيع تأديتها لكن يلاحظ أن هناك تفاوتا في التطبيق مما يجب معه متابعة تطبيق هذه الأنظمة على ارض الواقع، بحيث يتم التأكد من احترام المساواة بين الجنسين في مرحلة التطبيق وعدم الانتقاص من حقوق المرأة، كما ينبغي في هذا اليوم تفعيل ورصد التجاوزات والانتهاكات لحقوق المرأة والعمل على إزالتها وضمان عدم تكرارها، ودراسة القضايا والمشاكل التي تحدث في مجتمعنا ذات العلاقة بحقوق المرأة وتقديم التوصيات والحلول اللازمة بشأنها، ولا شك أن الأمر يقتضي بذل العديد من الجهود في هذا المجال لتمكين المرأة من حقوقها وفي مقدمتها تسهيل أمر وصولها إلى القضاء ووضع آلية لتنفيذ الأحكام الصادرة لصالحها والاهتمام بإيجاد دور إيواء لمن تقتضي ظروفها احتياجها إليه والعمل من اجل الحد من العنف الذي قد تتعرض له داخل الأسرة أو التمييز ضدها في العمل.