أُصيب سبعة أطباء كانوا يحضرون مؤتمرًا طبيًّا نظمته إحدى الشركات في مستشفى حكومي بجدة بتسمم حاد إثر تناولهم وجبة غداء من مطعم عالمي مقابل للمستشفى. ويرقد الأطباء السبعة منذ الثلاثاء الماضي في مستشفيات متفرقة بين جدةومكةوخميس مشيط، ولايزال أغلبهم يعانون أعراض التسمم حتى الآن. ونفت الشؤون الصحية بجدة علاقتها بالموضوع، مشيرة إلى أن المستشفى الذي عقد فيه المؤتمر حكومي، ولا يتبع لوزارة الصحة، مؤكدة أن دورها وقائي وعلاجي فقط، بينما هناك جهات أخرى تهتم بصحة البيئة. بدورها أكدت أمانة جدة أنها تنتظر أن يقوم المتضررون بإبلاغ الشرطة عن حالة التسمم حتى تتمكن من أخذ عينات من الأكل الذي يرون أنه تسبب في إصابتهم بالتسمم. أما الشركة المنظمة فقد قررت التريث لحين التأكد من أن ما أصاب الأطباء هو تسمم من الأكل حتى تتقدم بالبلاغ حسب ما أفاد به مصدر مسؤول بها، مشيرًا إلى أنهم يتابعون الحالة الصحية للأطباء. وقال الدكتور منير عاشور إخصائي المختبرات والذي يرقد في مستشفى خاص بجدة ل “المدينة”: كان لدينا مؤتمر علمي في مستشفى حكومي عبارة عن ورشة عمل لتدريب نخبة من استشاريي وأخصائيي الأنسجة على مستوى المنطقة الغربية على آخر تطبيقات ما توصل إليه العلم في تشخيص وتحديد نوع سرطان الثدي، وكان هناك متحدث من ألمانيا وجمعنا مجموعة من الأطباء على هذا الأساس، وبعد انتهاء التدريب أخذناهم على مطعم مقابل المستشفى، وبدأت المشكلة بأن تذوقت أنا وزميلي عينة من الأكل المقدم للأطباء، ولم أتمكن من حضور الندوة بسبب الألم الذي عانيته، ولم أكن أعلم أنه بسبب الأكل، ولاحقًا بدأت أعراض التسمم تظهر عليّ من إسهال وارتفاع درجة الحرارة. وأضاف: وعقب الندوة توجه عدد من استشاريي الأنسجة والخلايا إلى ذات المطعم، وبلغني لاحقًا أن هناك ثلاثة منهم في المستشفى التخصصي بجدة، وطبيبة في مستشفى خميس مشيط العسكري، وأخرى في مستشفى الششة العام في مكة، وجميعهم يعانون من نفس الأعراض المرضية (إسهال واستفراغ وارتفاع في درجات الحرارة)، وأعتقد أن السبب في الطعام البحري الذي تناولوه بالمطعم. من جانبها قالت الطبيبة هويدا عبد الرحمن استشارية الخلايا والأنسجة (منومة في المستشفى العسكري بخميس مشيط) : درجة حرارتي تجاوزت الأربعين درجة وأنا أعاني من أعراض التسمم، وحالتي الصحية سيئة جدًا، حتى أن الأطباء المعالجين احتاروا في تحديد مرضي، وعلمت أن ذات الحالة أصابت سبعة آخرين من الأطباء الذين كانوا معي في نفس المؤتمر. الأمانة: ننتظر تحرك الشرطة وأكد مصدر في أمانة جدة أن الأمانة تنتظر ان يقوم أحد المتسممين بإبلاغ الشرطة من أجل التحرك لأخذ عينات من الأكل وفحصها، مشيرًا إلى أنه إذا ثبت أن الأكل غير صالح، أو كانت هناك مخالفات قام بها المطعم، سيتم تطبيق العقوبات النظامية بحقه. الصحة: لا علاقة لنا ب “مستشفى الندوة” مدير العلاقات العامة والإعلام بصحة جدة عبدالرحمن الصحفي قال إن المستشفى الذي عقدت فيه الندوة لا يتبع لوزارة الصحة، مبينًا أن دور الوزارة علاجي ووقائي، وهناك جهات أخرى مهمتها التحقق من نظافة المطعم وجودة الأكل المقدم داخله، وأشار إلى أن مستشفيات وزارة الصحة جاهزة لعلاجهم إذا لجأوا إليها. الشركة المنظمة: ننتظر وضوح الحقيقة أوضح مصدر في الشركة المنظمة للندوة أنهم فضلوا التريث في الأمر حتى تتأكد أن إصابة الأطباء بالتسمم من الأكل الذي تناولوه من المطعم ثم القيام بعد ذلك بأخذ الإجراء المناسب، وقال إن الشركة تعمل حاليًّا على متابعة الحالة الصحية للأطباء.