في ردود فعل الباحثين والمهتمين بالتراث على تبني خادم الحرمين الشريفين للجائزة، قال عبدالله مصطفى الشنقيطي (الباحث في معالم السيرة النبوية) إن هذا أمر عظيم من مآثر خادم الحرمين الشريفين وهو الاهتمام بالثقافة والآثار وما كان مغيّباً في السابق وهذه الأمور في هذا العهد الزاهر والميمون بدأ الاهتمام بها، وخادم الحرمين الشريفين حاول إظهار الوجه الحقيقي لهذه البلاد على مستوى العالم كله، وما مؤتمرات الحوار العالمية التي عقدها داخل البلاد وخارجها إلا تماشياً مع هذا السياق، وهو أمر ليس بغريب عليه حفظه الله لأن هذا العهد يشهد ثورة ثقافية، وهذا أيضاً تتويج لأمر سابق لخادم الحرمين الشريفين بالمحافظة على التراث وعدم السماح لأي شخص أو جهة كائنة من كانت بالتعدي عليه، وهذا أمر مهم جداً ويجب التأكيد عليه والتنبيه عليه، لأنه في السابق وقبل هذا الأمر، كان الوجه الثقافي للبلاد مغيّبا، وفي هذا العهد فعلاً بدأ ينكشف الوجه الصحيح لهذه البلاد والوجه الوسطي الحقيقي الذي حاول آخرون من المتشددين والمغرضين إخفاءه بإظهار الوجه غير الصحيح وغير الواقعي للبلاد، ومن ذلك قيامهم بطمس التراث وطمس الآثار، ولكن في هذا العهد أصبح هذا الأمر من الماضي. وعما يهم الباحث من جائزة كهذه وما ستقدمه، قال الشنقيطي: الجائزة تعدّ حافزاً قويًّا للباحثين لإظهار التراث الإسلامي والتراث الإنساني بشكل عام، واهتمام خادم الحرمين الشريفين به ووضع الجائزة باسمه ما هو إلا دليل على الاهتمام الكبير من جانبه بهذه الناحية الهامة جدًّا من الثقافة. وشدّد الشنقيطي على ضرورة وضع حل لما قال إنه يشكّل معاناة للباحثين في الآثار وهو طمس الآثار والتعدي عليها، حيث قال إنه كل ما ظهر أثر قام أناس في ليل أظلم بطمسه والتعدي عليه والقيام بالتبرير لذلك ونسبته زوراً وبهتاناً إلى التعاليم الدينية. وقال الدكتور سليمان الرحيلي (أستاذ التاريخ بجامعة طيبة): تعتبر هذه الجائزة إحدى المميزات الحضارية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتضاف إلى عهده الزاهر واستمراراً لعنايته بالثقافة والتراث، وأشار إلى أن هذا المجال سوف يشهد تنافساً آخرا، كما تم إنجازه سابقاً من انجازات للوطن، لتؤكد هذه اللفتة أننا أمة تصنع الحضارة وتعنى وتهتم بها وتطويرها، وأننا نحن أمة تواكب مجالات الإبداع والتميز. وقال الدكتور تنيضب الفايدي (مدير عام التربية والتعليم بمنطقة المدينةالمنورة) إن الجائزة فكرة رائعة جداً للوطن، فالتراث هو جسر وحلقة الوصل بين الوطن والجيل، وهذه الجائزة تضاف إلى ذاكرة الوطن والعهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين، واهتمامه بالجنادرية لهو خير دليل على الواقع العملي للاهتمام بالتراث، وهذا التوجّه يُقدّر للملك عبدالله بن عبدالعزيز ولعنايته بالمسابقات والبحوث العلمية التي عادت على الوطن بالفائدة بين سائر دول العلم أجمع. وأشار الدكتور محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية إلى أهمية هذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين واهتمامه بالثقافة والتراث وما تملكه الأمة العربية من تراث زاخر وثقافة رائدة لا يستهان بها مهما كانت الظروف التاريخية والحضارية التي نمر بها، وقال إن تخصيص جائزة للتراث والثقافة يعكس مدى اهتمام خادم الحرمين بالتوجهات الحضارية التي تؤكد مكانة ثقافتنا وتراثنا التاريخي التليد، معتبرا ان امتداد الاهتمامات الحضارية التي يوليها خادم الحرمين تؤكد البعد الحضاري وأهمية ابتعاث النهضة في كافة مناحي الحياة انطلاقا من الثوابت العربية والإسلامية التي يؤمن بها خادم الحرمين ورغبته ان تقوم المملكة العربية السعودية بنهضة شاملة ترسّخ مجدها التاريخي كقبلة ومنارة حضارية للعالم الإسلامي. وقال الدكتور مصطفى الشكعة (العميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة عين شمس) إنه ليس بغريب على خادم الحرمين أن يتبنى كافة المشاريع التي تشجع العلم والعلماء في كافة المجالات العلمية، وأن رعايته لجائزة الثقافة والتراث يمثّل إضافة كبرى لما يقوم به خادم الحرمين من دفع للنهضة العربية الحضارية في كافة المجالات، وقال إن تراثنا العربي والإسلامي زاخر بالمقتنيات التي تؤكد أصالة هذه الأمة الحضارية، وأن رعاية مثل هذه الجائزة من شأنه أن يشجع العلماء والباحثين على إحياء الحركة التراثية والثقافية العربية ويُحيي النشاط التراثي داخل البلدان العربية ويكرّس الاهتمام العلمي والشعبي بتراث هذه الأمة. ومن جانبه حيى الشاعر محمد التهامي جائزة الثقافة والتراث والتي اعتبرها اضافة لجهود خادم الحرمين في كافة المناحي وانعكاسا لاهتمامه الحضاري بحركة الإحياء العربي والإسلامي وتحقيق النهضة الحضارية للعرب والمسلمين على أسس من العلم والمعرفة وتأصيل الثقافة والسعي لخلق حضارة عربية وإسلامية متفردة، واعتبر أن هذه الجائزة بمثابة تشجيع لأهل الاختصاص في كافة المجالات ليبذلوا جهودهم للكشف عن تراث وثقافة الأمة ومدى ارتباطها بجذور التاريخ، معتبرا أن خادم الحرمين له رؤى وتطلعات تنطلق من الرؤية الإسلامية الشاملة لبناء الدولة الحديثة على أساس من العلم والتثقيف والتحديث، انطلاقا من الثوابت الحضارية للإسلام، ومن هنا تأتي أهمية الجائزة في إطار مشروع نهضوي متكامل يشمل كافة الأبعاد السياسية والاقتصادية والعلمية، وليس في إطار جائزة بعينها.