فهذه رسالة تعبر عن ما في القلب لوالدي زوجتي. فتحية عطرة لهما وهي رسالة من قلب صادق فمهما قلت لكي اوفيهما حقهما فلن أجد من الكلمات التي تعبر عن مدى امتناني لهما فأنت أخي إذا قدر الله ان يجعلك يتيما وحيدا بلا أب أو أم فلا راد لقضائه فهذا من تقديره وأمره فهو الذي يدبر الأمور ويصرفها ووجب على المؤمن عندئذ ان يستسلم لله وان يحتسب وأن يرضى بقضائه وقدره وان يسأل الله أن يعوضه خيرا في الدنيا والآخرة. وإذا كنت يا أخي ممن أحبك الله وتفضل عليك بمنه وكرمه واستجاب لدعائك فأكرمك بزوجة صالحة وبحموين طيبين كريمين فأعلم ان الله قد عوضك خيرا وان الله لم ينسك وانه راض عنك إن شاء الله وانا ها هنا احمدالله كثيرا ان رزقني بحموين في منزلة والدي لم أر مثلهما ابدا في طيبتهما وكرمهما وشمائل اخلاقهما ونبلهما وودت أن لو كان كل واحد منا يمتلك ما عندهما من خلق جم وفضل وسعة صدر وحلم وعطف وحنان ورعاية وألفة ومشاعر إنسانية وحسبك ان تعلم ان عشيرة الرجل هم اهله وخاصته وبهم يتقوى الرجل وبهم يسمو ويشمخ وبهم تقوى شوكته ويشتد ساعده وما عرفت احدا ابلغ ولا أنجع بتربية اولاده منهما فقد قاما حفظهما الله بتربية ابنائهما على الحوار والخلق والأدب الجم فإن أنت أخطأت التمسوا لك العذر وان أنت طلبت المشورة ارشدوك الى الصواب وان أنت طلبت العون مدوا اليك اياديهما وقلوبهما مفعمة بالحب والسعادة واللين اللطيف والاستمالة حتى لا تجد لك من طيبتهما الا ان توافق مرادهما وتميل لرأيهما. هما بمنزلة أبي وأمي أعطياني الراحة والثقة. حاورتهما في أمور كثيرة، شاركاني وشاركتهما اجمل وأسعد لحظات حياتي وحياتهما، لم يظهرا لي التأفف والملل، علماني ان الحياة في المعاملة، والمتعة في العطاء. والسعادة في محبة الناس. وعلماني ان الكريم من يكرم الفقير قبل الغني. والكريم من يساعد الغني والفقير بدون تفريق وعلماني ان الطيبة في الخلق والمسامحة هي أسمى ما في الحياة، والتواضع من أعظم الأخلاق. فلهما أقول: شكراً. فالواجب على من رزقه الله بحموين أن يكرمهما وان يسال عنهما وعن حالهما وان يظهر لهما العطف والحنان ولين الجانب وبشاشة الوجه والاكرام والاحترام وكل ما تعارف عليه الناس فهذا من باب الاحسان الى الزوجة واظهار حبه لها وتقديراً لمشاعرها. وللأسف الشديد هناك بعض الازواج لا يكرم حماه ولا حماته ولا يحسن اليهما ولا يعرف لهما قدراً ولا معروفاً فهذا الأمر هو من واجبات العشرة الزوجية بالمعروف وصلتهما من الامور التي تسير عليها الحياة الزوجية فبدونها لا نضمن تبادل الحقوق والواجبات، ويحدث شرخ في البيت يتسع مع الوقت ليكون صدعاً يؤذن بالانهيار ولذلك كانت الوصاية بالتقوى والمحافظة على حدود الله تنتشر بين ثنايا الاحكام التي تضبط البيت الاسري في القرآن وهي قاعدة عامة شرعية وهي ايضا من الامور التي تؤثر في بناء الشخصية المسلمة كما يريدها الاسلام ولا يمكن ان تتحقق النتيجة دون وجود تفاعل الشخص مع المجتمع وليس عند البعض ادراك وفهم لهذه المسألة والواجب ان يضع الزوج حسن الخلق والبر لوالدي زوجته امام عينيه قبل بداية الشراكة الزوجية. وان يتفق معها على منهج رباني في بناء الاسرة لكي تعيش اسرتهما في سعادة حقيقية وان يتقي كل منهما الله في الآخر وان يلتزمان الوضوح والصراحة في كل الاحوال من منطلق ان الصدق صفة من صفات المسلم. اللهم بارك فيهما ولهما وأطل عمريهما في طاعتك وارزقهما من حيث لا يحتسبان انك انت السميع المجيب. وليد صالح باكلا – جدة