دعا المستثمر احمد الصانع إلى الاستفادة من المخزونات والخبرات الكبيرة التي تمتلكها السعودية في الإنتاج الحيواني، وإنتاج الدجاج والبيض وإنتاج الألبان، مشيرا إلى أن صناعة خلطات الأعلاف المتكاملة التي تتغذى بها الحيوانات في الخارج في مشاريع التربية المكثفة أثبتت أنها تعطي إنتاجية أفضل من حيث الزيادة الوزنية للحيوان أو إنتاج الحليب واللحوم وجودتها، كما تختصر فترة التربية المطلوبة للحيوان، ما يوفر دخلاً أكبر للمزارع، وبالتالي أجدى اقتصادياً. وقال أحمد الصانع المدير العام للشركة المتحدة للأعلاف ان تأمين بدائل لاعتماد المملكة على استيراد الشعير وتوفير المعلومات الزراعية التسويقية هو جزء من حل المشكلة وركيزة كبيرة في خطة إستراتيجية سيساعد في تقليل نسب الفقر بين أبناء البادية والحفاظ على العيش الكريم لمربي الماشية. وأضاف الصانع «الفجوة العلفية الإجمالية في السعودية حاليا تقدر ب 7 ملايين طن محسوبة على أساس المادة الجافة ليس مغطى منها سوى 800 ألف طن، ما يعني أننا نحتاج إلى 12 مليون طن إنتاج جديد بعد توقف زراعة البرسيم والقمح وهو ما يقدر ب مليار ونصف مليار دولار استثمارا في هذه الصناعة كمصانع فقط، تستطيع إنتاج العلف الذي نحتاج إليه بخلاف المواد الأولية.» ولفت الصانع إلى أنه وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية اكتسب المستثمرون السعوديون خبرة كبيرة في الزراعة، وتابع «هذه الخبرات الزراعية لم تأت من فراغ، فقد صرفت الحكومة مليارات الريالات لدعم المزارعين المحليين حتى تراكمت الخبرات العملية، والآن ومع إيقاف زراعة القمح والشعير لأسباب منطقية لشح المياه ربما يؤدي إلى ضياع هذه الخبرة في حال لم يستفد منها، فتوجه الدولة للاستثمار الزراعي الخارجي مهم جداً، ووفق ضوابط يتم بموجبها حماية الاستثمار السعودي أو باتفاقية حمائية أو وفق منطقة زراعية حرة.» ودعا الصانع إلى وضع إستراتيجية منظمة للاستثمارات الزراعية لكي يتم الاستفادة من الأموال الكبيرة التي تصرف وتكون ذات مردود اقتصادي للبلد، مبيناً أنه يجب توجيه هذه المبالغ إلى مشاريع زراعية في دول قريبة من السعودية عبر توقيع اتفاقيات إطارية مشتركة، أو عن طريق تملك الأراضي في بلدان لديها وفرة مائية وزراعية، الأمر الذي يحافظ على الخبرات الوطنية في الزراعة. إلى ذلك، يوضح الدكتور علي الزبيدي المستشار في الشركة المتحدة للأعلاف أن هناك ميزة اقتصادية للعلف المركب عن الشعير الذي يعتبر علفاً مركزاً وهو علف للطاقة في الأساس حيث يحتاج إلى إضافة المادة المالئة كالبرسيم أو حشيش الرودس وخلافه. ويتابع «بسبب هذه العملية يضطر المربي إلى تحمل تكاليف باهظة عليه، فيما العلف المركب بنوعيه المكعبات أو الخليطة العلفية المركبة (فاش) تخفض التكاليف على المربي وتمثل تنويعاً للمصادر الغذائية وتعطي نتائج أفضل من حيث الزيادة الوزنية أو معدل التحويل الغذائي والمظهر الخارجي للحيوان وجودة اللحم ووفرة الإدرار فضلاً عن حساب تكلفة العلف.