القنفذة غادة الساحل، كما يحلو لعشاقها أن يطلقوا عليها. فهي تقف باسقة هادئة، ساكنة بروعتها وعمرها الذي لم يزل ربيعاً.. تتزين شواطئها الجميلة بتلك الرمال البيضاء التي تضفي عليها رونقاً وسحراً، بحرها وجزرها باتت محطة لأسراب طيور الفلامنجو والقماري المهاجرة في طريق عودتها من أفريقيا إلى منطقة بحر قزوين والقارة الأوروبية، فتجدها تصطف في مياه بحرها الفيروزي لتشكل لوحة متناسقة مع جمال الطبيعة، وطبيعة الجمال الذي يتجلى على شواطئها الذهبية، والتي تنفرد بخصائص سياحية وشاطئية وبحرية وطبيعية تنبئ بفرص استثمارية واعدة للمستثمرين من عشاق جمال البحار والقرى السياحية ومراكز الغوص ومنتجعات الاستجمام. وجهة الزائرين فعندما تأخذك الخطى لبحيرة القنفذة وكورنيشها الشمالي والغربي، لابد أن تكتشف من الوهلة الأولى أن تلك المواقع أضحت ملاذاً ومتنفساً لأبناء وزائري المدينة خلال فصلي الربيع والشتاء، حيث تصافح شواطئها طبيعة المكان وتهديه السلام، ويبتسم وجهها للسماء فتحتضن القادم إليها بدفئها الخاص، بل أنها تمنحه الأمان، كم يعشق القلب الهدوء في بحر القنفذة وطبيعتها ذات الخلجان والتكوينات الصخرية الرابضة على الشاطئ، فتنساب مياهها الهادئة على تلك الرمال الذهبية لترسم صورة رائعة للطبيعة، حيث يجد السائح فيها روعة المكان وبهجة الزمان وتندمج في توافق جميل مع الإضافات الهندسية التي أحدثتها بلدية القنفذة لتجسد ملامح الحياة العصرية في شكلها البسيط. تاريخ ومكانة وللتاريخ وقفة في بحر القنفذة نظرا لموقعها المميز كميناء قديم، وكواجهة بحرية هامة لمنطقة عسير قبل توحيد المملكة، لذلك كان بحرها ميداناً لتطاحن القوى المتصارعة العثمانيين والإيطاليين، ولا تزال هناك شواهد من سفن الأتراك غارقة في مياه البحر الأحمر جنوبي القنفذة من جراء قصف البوارج الإيطالية، وقد مكنها هذا الموقع من أن تلعب دورا تاريخيا بارزا، فكانت مركزاً للحملات العسكرية التركية في الحروب التي شنت على عسير لإخضاعها، وقد تعرضت هذه المدينة خلال تلك الفترة لكثير من المحن والمتاعب، ولكن زالت تلك المتاعب وتلك المحن بدخولها تحت السيادة السعودية، فاستقرت الأوضاع وتنفس الناس فيها نسمات الأمن والأمان، ولكن ظلت شواطئها وإلى الآن تجذب الكثير من الزائرين إليها، لما تتمتع به من طبيعة، وما تنتجه أرضها من كثير من الزراعات مثل الحبوب وأنواع الفاكهة والخضروات. فرص استثمارية فكل هذه الخصائص الطبيعية جعلت شواطئ القنفذة تتمتع بمكانة سياحية في شريط المدن الساحلية السعودية على ساحل البحر الأحمر، فموقعها المتميز جعل منها المكان المفضل للكثير من أبناء المناطق والمحافظات المجاورة، حيث تتوفر فرص استثمارية ضخمة. وتؤكد كل الدراسات الاقتصادية تفرد المحافظة بفرص استثمار في المجال السمكي والزراعي والصناعي بحكم موقعها المميز الذي يشكل نقطة التقاء مناطق ومحافظات الجنوب بالمناطق والمحافظات الغربية من مناطق المملكة.