خبراء التدريب والراسخون في علم الاجتماع بفروعه المختلفة ،والقادرون على تفكيك الأزمات وتحليلها وردها إلى مكوناتها وأسباب نشوئها واستشراف مآلاتها وتصوّر النتائج المترتبة عليها، يتفقون على أن لكل أزمة أو مشكلة حلولا وبدائل متعددة،وعلى الأقل هناك بديلان كأضعف الإيمان ،هذا في حالة تعطل ماكينة الإبداع والتفكير غير التقليدي عندنا وظننا أن الأمر قد استحكمت حلقاته وليس ثمة مخرج ،هذا المنطق يبدو في الظاهر عادياً ولا جديد فيه ،وقد يمرّ عليه أغلبنا مروراً عابراً باعتباره بديهة من البديهيات، ولكن عند التطبيق نكتشف أننا عاجزون تماماً عن فتح النوافذ أو الاهتداء إلى مكانها إن وجدت ،أو الوصول إلى المواقع الصحيحة لابتكارها وفتحها حتى ينفذ الضوء والهواء . الجديد في كل ما تقدمنا به أعلاه هو، كيف نرسخ في النشء والمجتمع، المعرفة والقدرة اللازمة للتفكير بطريقة مختلفة ومبدعة،لإيجاد الحلول لمشكلاتنا على المدىين القصير والطويل خاصة في المجال الاقتصادي ؟ وأركز هنا على الاقتصاد بوصفه الأسّ الذي يدخل طرفاً في أي معادلة في تحديات عصرنا الحاضر،ويزداد الأمر أهمية، بل ويصبح مطلباً ملحاً لأيّ تغيير ناشئ، إذا علمنا أن القدرة على التفكير بطريقة مبدعة غير تقليدية، قد أصبح إحدى أهمّ قواعد اللعبة للخروج من الأزمة المالية التي ما يزال العالم يعيش فيها ولمّا ينفذ إلى برّ الأمان منها بعدُ. إن اللاعب الرئيس والمهم في فرقة الإنقاذ الاقتصادي هو القطاع الخاص كما يؤكد خبراء الاقتصاد ،إلا أن الأمر من وجهة نظري الخاصة وعلى المدى الطويل أعمق من ذلك بكثير ،بمعنى أننا نحتاج لغرس هذه القيمة أو علم التفكير بطريقة مبدعة غير تقليدية في المجتمع بأكمله ،وإرساء ذلك في القواعد والأساسات حتى يصبح عادة وأسلوب حياة ،وفي اعتقادي أيضا أن الأمر سهل وصعب في وقت واحد،،سهل إذا تبنيناه كإستراتيجيةٍ وهمٍ وطنيّ ،وصعب لأن دونه أوثان من الأنظمة والقوانين التي نحتناها بأيدينا وآن الأوان لتحطيمها ،وإرث ثقيل من الإجراءات التقليدية لابد من تجاوزها ،كما أنه لابد لنا من التحررِ من فوبيا المبادرة والخوف من الجديد والتجديد وإتاحة الفرصة للتجريب تحت سقف المعرفة المفتوحة وتشجيع شبابنا وفتياتنا على ذلك ،تلك هي قواعد اللعبة في عالمنا الجديد، عالم المنافسة المفتوحة على قيم الجودة والابتكار . نافذة : علينا أن نفكر جميعاً بطريقة غير تقليدية للتوصل لآلية تجعلنا نفكر بطريقة غير تقليدية ومبدعة باستمرار.. إذن فقد توصلنا إلى الحل .