إن المتغيرات والتطورات السريعة والمتلاحقة على كافة الأصعدة،، توفر لدى الأفراد والجماعات المنتجة بيئة تنافسية ذات معايير مقننة، لها بالغ الأثر في جودة الأداء ووفرة الإنتاج، وإن أي مشروع يطرح في أي مجال يحتاج إلى مقومات وركائز أساسية لنجاحه، ومن أهمها الكوادر البشرية العاملة به، ولايتم ذلك كما نتمناه إلا من خلال العمل الذي يتواءم مع التخصص، لعلمنا أن العمل وفق التخصص يخلق حالة من الإنسجام بين عمل الموظف وتخصصه. المرحلة الابتدائية من المراحل التأسيسية الهامة على الصعيدين العلمي والإنساني، ولكن ماتفتقر إليه هذه المرحلة هو المعلم المتخصص في مادته، وإذا وضعنا في الاعتبار معلمة الصف الأول نرى أنها بالإضافة إلى تدريس منهجي القرآن الكريم والقراءة والكتابة، كلفت بتدريس منهجي الرياضيات والعلوم المطورين معًا، وأصبح في نصابها أربع مواد تأسيسية تحتاج إلى تخصصات دقيقة، وأنا بهذا لاأنكر الجهد المضا عف الذي تبذله، ولكن هذا هو الحاصل مع معظم معلمات الصفوف الأولية. فهن يعملن في محيط صفي يبلغ عدد التلميذات فيه على أقل تقدير تسعاً وثلاثين تلميذة وعلى أعلى تقدير خمسين. أي تركيز وأي متابعة وأي جهد مشتت فيما بين هذه وتلك !!؟؟ إن المثلث التعليمي الذي نعول جميعنا عليه كان رأس هرمه التلميذ وركائز قاعدته المنهج والمعلم والرابط فيما بينهم جميعًا سياسة التعليم في ا لمملكة العربية السعودية ،ولكنى أخشى إن لم نستدرك الوضع أن يصبح مثلثًا مستديرًا !؟.. يتخبط بين أقطابه وزواياه التلميذ والمنهج والمعلم. عذب الكلام.. كي تكون الأمور في نصابها الصحيح.. مشروع المناهج الثلاثة المُطَوّرة (العلوم، الرياضيات، لغتي) تتطلب كوادر متخصصة، حتى لانجد أنفسنا مرة أخرى في نفس المثلث المستدير، وكأنك «ياأبو زيد» ماغزيت.