رأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ورئيس وزراء جمهورية الهند الدكتور مانموهان سنغ جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها الجانبان في قصر خادم الحرمين الشريفين بالرياض مساء أمس. وفي مستهل الجلسة رحب خادم الحرمين الشريفين بدولة رئيس وزراء جمهورية الهند متمنيا له ولمرافقيه طيب الإقامة في المملكة العربية السعودية. من جهته عبر دولة الدكتور مانموهان سينغ عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على مالقيه ومرافقوه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. عقب ذلك قلد خادم الحرمين الشريفين ضيفه دولة رئيس وزراء الهند وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى الذي يمنح لأولياء العهود ورؤساء الوزراء في الدول الشقيقة والصديقة. وأعرب دولته عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على منحه الوشاح مؤكداً اعتزازه بهذا التكريم. وجرى خلال الجلسة بحث آفاق التعاون بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في جميع المجالات إضافة إلى مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. حضر جلسة المباحثات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة ووزير التجارة والصناعة عبدالله أحمد زينل الوزير المرافق وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الهند فيصل طراد. كما حضرها من الجانب الهندي وزير الصحة وتخطيط العائلة غلام نبي آزاد ومعالي وزير البترول والغاز الطبيعي مورلي ديورا و وزير التجارة والصناعة أناند شارما و وزير الدولة للشؤون الخارجية شاشي تهارور والسكرتير الرئيسي لدولة رئيس الوزراء تي . كيه. أيه ناير والمستشار الأمني الوطني أس . مينون وسفير جمهورية الهند لدى المملكة تلميذ أحمد ووكيلة الوزارة / الشرق / لوزارة الشؤون الخارجية لاتها ريدي والوكيل المشترك بمكتب دولة رئيس الوزراء بانكاج ساران والسكرتير الخاص لدولة رئيس الوزراء جايديب ساركار. وأكد الزعيمان مجدداً رغبتهما المشاركة في تطوير اقتصاديهما ليصبحا اقتصادين قائمين على المعرفة والتكامل استناداً على التقدم الحاصل في مجالات تقنية المعلومات وعلوم الفضاء والتكنولوجيات الرائدة الأخرى ورحبا بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين في مجالات البحث والتعليم وتكنولوجيات المعلومات والخدمات والعلوم والتقنية والاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي. وفي نهاية جلسة المباحثات وقع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ودولة رئيس وزراء جمهورية الهند الدكتور مانموهان سينغ إعلان الرياض التالي نصه : “ إعلان الرياض - عهد جديد من الشراكة الإستراتيجية “ تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قام دولة رئيس وزراء جمهورية الهند الدكتور مانموهان سينغ بزيارة رسمية للمملكة العربية السعودية خلال الفترة 13 - 15 / 3 / 1431ه الموافق 27 فبراير - 1 مارس 2010م. وخلال الزيارة استقبل دولته كلا من صاحب السمو الملكي وزير الخارجية ووزير البترول والثروة المعدنية ووزير التجارة والصناعة وقام بزيارة مجلس الشورى وألقى خطاباً أمام المجلس . كما تم منح دولته درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة الملك سعود. وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودولة رئيس وزراء جمهورية الهند الدكتور مانموهان سينغ مباحثات معمقة حول جملة واسعة من الموضوعات في جو من الدفء والمودة والصداقة والشفافية. وأكدا على أن علاقات ثنائية متينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند ستكون لمصلحة شعبيهما والبشرية جمعاء. -أجمع الزعيمان على أن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجمهورية الهند في 2006م والزيارة الراهنة لدولة رئيس وزراء جمهورية الهند الدكتور مانموهان سينغ للمملكة العربية السعودية تبشر بحقبة جديدة في العلاقات السعودية الهندية تنسجم مع الحقائق المتغيرة واغتنام الفرص المتاحة في القرن الواحد والعشرين. وذلك في ظل الروابط الحضارية والتاريخية والثقافية التي تجمع بينهما ومنطقتيهما. -استعرض الزعيمان “ إعلان دلهي “ التاريخي الموقع في 27/12/1426ه الموافق 27 يناير 2006م وأعربا عن ارتياحهما للنمو المطرد الذي شهدته العلاقات السعودية - الهندية منذ توقيع إعلان دلهي وأعادا ألتأكيد على أهمية التنفيذ الكامل لإعلان دلهي من خلال الزيارات المتبادلة على مستوى الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال والأكاديميين ورجال الإعلام والمستويات الأخرى.واضعين نصب أعينهم التطور الذي تشهده علاقات البلدين والإمكانات التي تتوفر لنموها ، قرر الزعيمان الارتقاء بالعلاقات لمستوى الشراكة الإستراتيجية لتشمل المجالات الأمنية والاقتصادية والدفاعية والسياسية. وأكد الزعيمان على أهمية تنمية شراكة اقتصادية ذات قاعدة عريضة تعكس التحول المستمر في اقتصاديات البلدين وما يحققه هذا التحول من تغييرات في النظام الاقتصادي العالمي بما في ذلك التنسيق المستمر في إطار عملية مجموعة العشرين ورحبا بنتائج الدورة الثامنة لاجتماعات اللجنة المشتركة حول التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني والثقافي التي عقدت في الرياض في شهر أكتوبر 2009م. -شدد الزعيمان على مواصلة العمل من أجل تعزيز شراكتهم الإستراتيجية من خلال تلبية احتياجات البلدين الواسعة فيما يتعلق بالبنية التحية والتنمية وعبر زيادة التدفقات الاستثمارية البينية وزيادة التبادل التجاري بما يتناسب مع إمكانيات وحجم اقتصادياتهما وفي هذا الصدد دعا الزعيمان القطاع الخاص في البلدين ومجلس الأعمال السعودي الهندي لزيادة جهودهم للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يتيحها البلدان. -شدد الزعيمان مجدداً على أهمية تعزيز الشراكة الإستراتيجية في مجال الطاقة القائمة على التكامل والاعتماد المتبادل حسب ما نص عليه إعلان دلهي بما في ذلك تلبية احتياجات الهند المتصاعدة من إمدادات البترول الخام وتحديد وتنفيذ مشاريع محددة للتعاون بما في ذلك المشاريع في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة ووجها فريق العمل المشترك في مجال الطاقة للاستمرار في اتخاذ كافة الوسائل المناسبة لتحقيق ذلك. واتفق الزعيمان على دور وأهمية الشباب في تقوية وتعزيز العلاقات بين شعبيهما ووجها الجهات المختصة بوضع البرامج اللازمة لتفعيل هذا الدور وفي إطار مذكرة التفاهم في المجال التعليمي الموقعة بين البلدين عام 2006م وكذلك تقديم كافة التسهيلات اللازمة لطلبتهم الدارسين في كلا البلدين. ووجه الزعيمان اللجنة السعودية - الهندية المشتركة بمواصلة متابعة تنفيذ هذا الإعلان لبناء هذه الشراكة الإستراتيجية. -أعرب رئيس الوزراء الهندي عن امتنانه وتقديره للجهود المميزة والخدمات التي تقدمها السلطات السعودية لأداء شعائر الحج والعمرة من قبل الحجاج الهنود -رحب الزعيمان بمستوى التعاون القائم في المجالات الدفاعية بين الجهات المختصة في البلدين واتفقا على مواصلة تعزيز ذلك بما يحقق مصالحهما المشتركة. -نوه الزعيمان إلى أن التسامح والانسجام الديني والإخاء بغض النظر عن العقيدة أو الخلفية العرقية كانت جزءا من المبادئ والقيم في كلا البلدين وهي ذات المبادئ التي دعت إليها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين مختلف الديانات والمعتقدات. -جدد الزعيمان إدانتهما لظاهرة العنف والتطرف والإرهاب مع التأكيد على كونها عالميه وتهدد كافة المجتمعات ولا ترتبط بجنس أو لون أو معتقد وأنه يجب على المجتمع الدولي وبعزم مكافحة الإرهاب. واتفق الجانبان على تكثيف تعاونهما في مجال تبادل المعلومات بشأن النشاطات الإرهابية وغسيل الأموال والمخدرات والأسلحة والاتجار في البشر وتطوير استراتيجية مشتركة لمكافحة هذه التهديدات ورحبا بتوقيع البلدين على اتفاقية تسليم المطلوبين واتفاقية نقل المحكوم عليهم. وفي إطار بحث القضايا الإقليمية والدولية كانت عملية السلام في الشرق الأوسط على رأس جدول الأعمال حيث استعرض الجانبان الجهود القائمة ومستجداتها وعبرا عن أملهما في استئناف عملية السلام طبقاً لقرارات مجلس الأمن 242 و 338 ومبادرة السلام العربية وذلك بهدف التصدي لكافة القضايا الرئيسية للنزاع بصورة شاملة وضمن إطار زمني محدد بغية الوصول إلى حل الدولتين الهادف إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة متحدة وقابلة للحياة وفقاً لحل الدولتين. -أكد الزعيمان على أن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات يشكل عقبة رئيسية أمام عملية السلام. -أكد الزعيمان على أهمية الجهود الإقليمية والدولية التي تركز على جعل منطقة الشرق الأوسط والخليج خالية من كافة الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل. -أكد الزعيمان دعمهما للجهود الدولية المبذولة لحل المسائل المتعلقة ببرنامج إيران النووي سلمياً من خلال الحوار ويدعوان إلى مواصلة هذه الجهود كما أنهما يحثان إيران إلى الاستجابة لها لإزالة الشكوك الإقليمية والدولية حيال برنامجها النووي خاصة وأن جهود المجموعة تضمن حق إيران ودول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها. -بحث الزعيمان الوضع في أفغانستان ودعا إلى الحفاظ على سيادة أفغانستان واستقلالها وأعربا عن دعمهما الكامل للجهود الهادفة لمساعدة أفغانستان على تطوير بنيتها التحتية وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ويدعمان جهود أفراد الشعب الأفغاني من أجل تحقيق الاستقرار والأمن ولحمايتهم من الاستغلال من قبل المنظمات الإرهابية مع المحافظة على القيم والمبادئ التي كفلها دستور أفغانستان. -بحث الزعيمان الوضع في العراق وأعربوا عن أملهم في أن الانتخابات المقبلة ستمكن شعب العراق من تحقيق تطلعاته بالأمن والاستقرار وتعزيز سلامته الإقليمية وتكريس وحدته الوطنية على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع العراقيين بغض النظر عن معتقداتهم وفئاتهم. أعرب دولة رئيس وزراء جمهورية الهند عن عميق امتنانه وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على كرم الضيافة والحفاوة التي تلقاها والوفد المرافق خلال زيارته الرسمية للمملكة. تم التوقيع عليه في الرياض ، يوم الأحد 14 ربيع الأول 1431ه الموافق 28 فبراير 2010م. الدكتور مانموهان سينغ عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس وزراء جمهورية الهند ملك المملكة العربية السعودية.