نعم إذا كنت تتمتع بالصحة لا (تشيل) هم يمكنك شراء الباقي! هذا المثل الروسي البليغ الذي يدل على أن صحة البدن هي الأهم بل الأكثر مطلباً للإنسان وما تبقى في هذه الحياة من متطلبات يمكن بالصحة جلبها فإذا عافاك الله أغناك، فبدون صحة لا تستطيع أن تعمل وتكد وتؤمن حياتك المعيشية! وبدون صحة لا تستطيع الإنجاب والتكاثر! لكن للأسف بعض الناس لا يبالون بصحتهم ولا يهتمون بها ويجلبون لأنفسهم المرض بالخوض في العادات السيئة كالتدخين والسهر الدائم في الاستراحات وغيرها، والمكوث في الأماكن سيئة التهوية تحت مظلة التدخين السلبي، والبعض لا يفكر بأن الله أنعم عليه بنعمة الصحة والعافية ليحافظ عليها ولا يعرضها للأمراض الخبيثة والموت البطيء!. ولو تأمل الإنسان في نفسه لوجد أن لديه نِعَما كثيرة أنعم الله بها عليه ليصونها من التلف فهناك نعمة البصر لكن البعض لا يقدرها حق قدرها! فإن ابتلاه الله بعمى مؤقت ثم عاد بصره أحسَّ بكل مشاعره بقيمة هذه النعمة وكذلك بالنسبة لنعمة السمع! والبعض اذا رأى مجنوناً أحس بنعمة العقل وإن رأى جاهلاً أحس بنعمة العلم وإن رأى كافراً يعيش كالأنعام أحسَّ بنعمة الإيمان هكذا يشعر من كان له قلب متفتح يقظ ويخاف الله في نفسه. أما الذين لا قلوب لهم والجاحدون والمتكبرون على أنفسهم وعلى الغير فلا يشكرون نعمة الله عليهم! وطبيعى أن ذلك لا يكون إلا من جهل فمن أين للإنسان الكِبر والبَطر ونَفْخ الصدر وهو ضعيف أمام الله جلت قدرته؟. ولهذا نجد أنهم إذا ابتلوا بالأمراض كان أكثر هَمهم وأمَانيهم وآمَالهم العَودة إلى حالتهم الأولى وأن يمتعهم الله بالصحة والعافية ويسعون إلى ذلك بشتى الوسائل والسُّبل! فلولا المرض لما عُرف قدر الصحة! ولكن للأسف لو دامت للعبد جميع أحواله لتجاوز ونسي وتجاهل نعمة الله عليه، ولا يعرف أنه في أي لحظة من ليل أو نهار يستطيع الله أن يسلبه ما أعطاه من سَمْعه وبَصَره أو يختلس عَقله أو يسلب منه جميع ما يهواه ويحبه من دنياه! لذا يجب أن يعرف الإنسان قدر لطف الله به في صحة البدن فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى لكن من ينقذ الجهلاء من غفلتهم؟ لابد أن نعلم بأن الفقراء بمحدودية معيشتهم هم الأصحاء والأطول عمراً بمشيئة الله! فأكلهم يخلو مما يسبب الأمراض مثل (الكوليسترول) أو الدهنيات بينما الأثرياء بمصاريفهم (وفشخرتهم) على موائدهم الفاخرة نجدهم يأكلون -وبنَهَم- السُّم المبطن باللذة بكل شهية! نجد (بنكرياس) الفقراء سليماً لأنهم لا يستطيعون شراء الشيكولاته السويسرية أو النمساوية الداكنة المشهورة والمستوردة! وكذلك العصيرات المحلاة الفاخرة و(الآيسكريم) بماركاته وطعومه وألوانه والحلويات والبقلاوات بالفستق واللوز والكنافة بأنواعها التى ترهق (البنكرياس) والجسم عامة للتخلص منها وبالتالى نجد بعض الفقراء ليس لديهم لا سكر ولا ضغط ولا (كوليسترول)! ومن أسباب ذلك أيضاً المشي المستمر في كل وقت وحين وبذلك يحرقون الدهون والسكريات ما قلَّ منها والبسيط جداً مما تعاطوه! بينما الأثرياء يأكلون ما لذ وطاب بكل مباهاة ليدفعوا ضريبة ذلك فيما بعد مع تقدم العمر! ونجد الأثرياء يستخدمون السيارات في جميع تنقلاتهم حتى إنهم يعمدون على دخولها الى داخل قصورهم وفللهم وبيوتهم بل يتمنون أن تصل بهم الى غرف نومهم!. سبحان الله فرُبَّ عَبدٍ تكون الخِيرة له في الفقر؟ [email protected]