مجلس ثقافي أعلى، وزارة للبحث العلمي وأخرى للثقافة ومجلس وطني للثقافة والفنون والآداب وصندوق التنمية الثقافية على غرار العقاري... هذه وغيرها مطالب مغرية للمثقفين والكتاب وأصحاب الفكر طرحها د. محمد الصفراني في كتابه (نحو مجتمع المعرفة.. متطلبات التنمية الثقافية والأمن الفكري في المملكة العربية السعودية). وفي الطبعة الأولى من كتابه الذي نشره نادي القصيم الأدبي عام 1430ه حاول الصفراني الإجابة من خلاله على أسئلة معرفية مركزية متعددة.. ما المعرفة؟ وماذا يعني مجتمع المعرفة؟ وما التنمية الثقافية ومتطلباتها في المملكة العربية السعودية؟ وما الأمن الفكري ومتطلباته؟ انطلق الباحث للإجابة عليها من الفكرة المركزية للكتاب وهي السعي إلى الوصول بمجتمع المملكة العربية السعودية إلى رحاب مجتمع المعرفة؛ لذلك عنون كتابه ب(مجتمع المعرفة) وبحث في فصله الأول عن مفهوم المعرفة ومكوناته، ومفهوم مجتمع المعرفة وأركانه وخصائصه وعوامل التحول إليه. والارتقاء بالمجتمع السعودي إلى رحاب (مجتمع المعرفة) لايمر إلا عبر بوابة التنمية الثقافية الشاملة كما يرى الباحث ولذا فقد جعل عنوان فصله الثاني (التنيمة الثقافية: المفاهيم المركزية) بحث فيه مفهوم التنمية والثقافة والتنمية الثقافية والتوازن الثقافي. ومن الفصل الثاني انتقل التسلسل المنطقي إلى الفصل الثالث حيث بحث المؤلف متطلبات التنمية الثقافية والتي قسمها إلى قسمين رئيسين: مؤسساتي (إداري)، وفكري. كما عرج على غياب التنمية الثقافية في المملكة وفراغ المشهد الثقافي والحاجة إلى ملئه لدفع عجلة التنمية الثقافية بمؤسسات مثل المجلس الثقافي الأعلى، ووزارة البحث العلمي، ووزارة مستقلة للثقافة... ومن الجانب الإداري إلى الجانب الفكري حيث تطرق الباحث في فصله الرابع إلى (معوقات الأمن الفكري) بمفهومه ومعوقاته والتي هي معوقات للتنمية الثقافية في نفس الوقت. ثم ختم فصول دراسته ب(دعائم الأمن الفكري) والتي اقترح فيها من جملة اقتراحاته: توحيد مرجعية الفتوى وتجريم التصنيف الفكري وإصلاح مناهج مؤسسات التربية والتعليم، ومراجعة فهم القرآن الكريم والسنة المطهرة في ضوء معطيات العصر.