فاجأ طبيب جراح في مستوصف خاص بجدة مريضه بضرورة دفع تكاليف عملية ثالثة في يده اليسرى قال إنه لا بد منها، وذلك بعد عمليتين فاشلتين أدتا إلى إتلاف اليد لمدة 6 شهور نتيجة تجبيرها بدون أخذه موافقته الرسمية سوى توقيعه على ورق أبيض - حسب قول المريض، وبعد أن فاق من العملية فوجئ بأن الطبيب أخذ من عظمة حوضه دون أن يشرح له إجراءات ومضاعفات العملية. من جانبه أقر الطبيب بذلك أمام الهيئة الشرعية الصحية الأساسية بجدة في جلسة الثامن عشر من شهر صفر الماضي، موضحا أن الإجراء الذي يتخذه حيال المريض حسب إمكانياته، وهو ما ثبتته الهيئة واعتبرت تصرفه متاجرة بهذه المهنة الشريفة التي يفترض أن تطبق أقصى مهنية لإنقاذ أي مريض دون تفريق أو النظر للإمكانيات طالما أنه داخل غرفة العمليات. وحددت الهيئة يوم الرابع من شهر جمادى الآخرة المقبل للجلسة الثانية للنظر في قضية عبود بامحمد الذي اتهم طبيبه بالإهمال، لأنه تسبب في إتلاف يده اليسرى وتعطيلها لمدة ستة شهور وهي على الجبس لا تتحرك بعد أن أجرى له عمليتين جراحيتين فاشلتين، كما تضرر حوضه نتيجة إجراء عمليات لأخذ عظام منه. وطالب عبود من خلال وكيله المحامي علاء محمد الغامدي بمحاسبة المتسبب وتطبيق العقوبة النظامية بحقه، مع التعويض المادي والمعنوي نتيجة تعطله عن العمل لمدة 6 شهور، واعتبر المحامي هذا الخطأ الطبي نتيجة تقصير واستغلال ولا مبالاة من الطبيب. وكانت الهيئة نظرت في أول جلسة لها في لائحة دعوى المدعي والرد عليها من قبل المدعي عليه. وأوضح المحامي الغامدي أن الطبيب الجراح ارتكب أخطاء كبيرة بعد أن طلب من موكلي إجراء عملية ثالثة وتحميله تكاليفها إلا أن موكلي هدده باللجوء للجهات المعنية، وهو ما جعله يتراجع عن موقفه ويسارع بالاتصال عليه طالبا منه الحضور لإجراء العملية دون أن يتحمل تكاليفها، وبالطبع لم يقبل موكلي بعد فشل عمليتين في نفس اليد، ولكنه استدرجه وحصل على تقرير منه بحجة أنه يريد أن يعرف تكاليف العملية ليدفعها له، ثم توجه إلى الشؤون الصحية حيث رفع شكوى بموجب التقرير الطبي الذي أقر فيه الطبيب بخطئه، وبرر فشل العمليتين بعدم تعقيم غرفة العمليات بالمستشفى الذي أجراهما فيه لعدم وجود الإمكانيات اللازمة في المستوصف الخاص الذي يعمل به وتحت كفالته. وبداية القضية حسب رواية المحامي أن موكله عبود بامحمد كان قد تعرض لحادث مروري وعلى إثره أجرى له الطبيب عملية جراحية بمستشفى خاص لتجبير يده اليسرى، بعد أن أخذوا من عظمة الحوض بدون إذنه ووقعوه على بياض إلا أن العملية لم تنجح، ولكن الطبيب لم ييأس وقام بتكرار خطئه بإجراء عملية ثانية في نفس اليد بتكلفة تقدر بثمانية آلاف ريال، ونتج عنها كسر في عظمة الكعبرة اليسرى، وتم تركيب شريحة معدنية وأسياخ وترقيع عظام تم أخذها من الحوض وتم التئام الكسر ولكن بقصر واحد ونصف سم، وهو ما تطلب عملية ثالثة لتطويل عظمة الكعبرة بتكلفة 10 آلاف ريال.