عبير فتاة من رابغ - 18ربيعا-، تحيا حياة تعيسة وتعيش حالة نفسية سيئة بسبب غياب والدها الذي لم تره منذ مولدها، فهي تناشد المجتمع بأسره، وكل الجهات والمصلحين وأهل الخير ولجان إصلاح ذات البين، بأن يتدخلوا لرأب الصدع الذي حدث بينها وبين أبيها مع أول صرخة لها يوم خرجت للحياة، وأخذت مشكلتها في التنامي والاتساع طوال سنوات عمرها نتيجة لطلاق أمها وهي حامل بها، وبعد أن دون والدها اسمها بسجله المدني هاجر الى مدينة تبعد عن رابغ 230 كم وفشلوا في التوصل إليه ولم يتمكنوا من التواصل معه لتبقى عبير تكتوي بنار الحرمان من عطفه وحنانه وتشعر بحزن شديد لأنها لا تعرف من ملامحه وسماته سوى ما نسجه خيالها وما استشفته من صورة دفتر العائلة القديم، الذي تحتاج لتحديث بياناته ووثائقها الرسمية اللازمة لإتمام دراستها، والتي عجزت عن الحصول عليها لتبقى أسيرة الحزن والحسرة. وناشدت عبير المجتمع بكافة فئاته والمؤسسات الاجتماعية برابغ وبكل أنحاء المملكة مطالبة إياهم بالسعي في توثيق صلة الرحم بينها وبين أبيها وناشدت لجان إصلاح ذات البين وأهل الخير من ذوي الجاه بأن يجتهدوا في إنهاء معاناتها وحل مشكلتها لتروي قلبها المتعطش لوالدها بقبلة على جبينه وأخرى على يده وبنظرة إلى وجهه الغائب. وتتحدث عبير عن أبيها البعيد، فتقول: مضى ثماني عشرة سنة من عمري وأنا أحظى برعاية وحنان أمي وزوجها الذي يعاملني مثل أبنائه في مأكلي ومشربي وملبسي، إلا أنهما لا يستطيعون تعويضي عن أبي، فليس لدي أمنية أتمناها أعز من رؤيته ولقائه، وليس لدي ما يبهج فؤادي سوى وجوده، فقد أمضيت طفولتي في تعاسة وشقاء وحرمان، وكلما سمعت طفلا يناجي أباه نظرت حولي لعلي أراه بينهم، وكلما شاهدتهم يعانقون آباءهم ويرتقون أكتافهم تراجعت للوراء وتذكرت أن ليس لدي ما يملكه أترابي. وتوجه كلمات لأبيها علها تجد صدى لديه، فتقول: والدي العزيز أنت تعلم أن كلمة أبي ليست سلعة تشترى بالمال حتى أدفع الغالي والنفيس لأشتريها وتعلم أن الحياة في كنفك هي الحياة الأجمل بالنسبة لي، وسر جمالها وجودك.. فأنا عبير ابنتك تمد يدها للسلام عليك وتبدي حاجتها لقربك ورعايتك وابتسامتك وحتى قسوتك.. فأرجوك لا تتركني وحيدة، فأنا أعتز بأبوتك ونسبك وأفتخر به فعد لي. وتضيف عبير إلى أبيها: والدي إن كانت هناك ظروف وملابسات واختلافات شاء المولى أن تكون بينك وبين أمي فلا تجعل بقية حياتي ثمنا لها، أرجو تفضلك بالعفو والصلح والسماح، جعل الله أجر ذلك في ميزان حسناتك، وفي الختام إليك من أعماق قلب ابنتك المعذبة بحبها لك كل التحية وعظيم الاحترام.