ما بين نظرة حب ونظرة يأس.. ونظرة أمل ما بين أحلام الشباب الضائعة وفجوتها مع المجتمع.. والأمل الذي يتحول في بعض الأحيان إلى سراب.. يبحث الشباب عن نفسه داخل نفسه ووسط زحمة الحياة.. ومن هنا يتغلغل المخرج المصري هاني خليفة داخل أعماق الشباب العربي ليبحث ويرى كيف يفكر الشاب العربي.. ما هي طموحاته وآماله وقضاياه.. محاولا كشف النقاب عن أحلام ومشاكل الشباب من خلال المسلسل العربي الجديد “الجامعة”. المخرج هاني خليفة الذي انتهى من تصوير أكثر من 70% من مشاهد المسلسل ليصبح جاهزا للعرض في شهر إبريل المقبل، رافضا وضعه على المائدة الرمضانية، تحدث في حوار مع “الأربعاء” عن الهدف الذي يتضمنه مسلسل “الجامعة” وأبطاله من مصر والمملكة ولبنان، وكيف عاد من خلال هذا المسلسل بعد مدة انقطاع منذ النجاح الذي حققه في فيلمه “سهر الليالي”. قال خليفة: “الجامعة” يدرس بها طلبة من تيارات وأنماط تفكير مختلفة، ومن خلالها نتحدث عن الشباب من مفهوم أوسع من حدود منطقة معينة، ف “الجامعة” مسلسل عربي للشباب، يجمع شخصيات أكثر من دولة عربية، ونأمل أن يكون له مردود قوي على الجمهور العربى. وعن المجازفة في صنع عمل درامي كل أبطاله وجوه جديدة، قال: هذا هو الدور المفترض في الدراما، لأن التليفزيون هو باب خروج النجوم إلى السينما، لقد قمنا باختيار أبطال “الجامعة” في سن ما بين 19 و20 عاماً، حيث من غير المعقول أن نأتي بممثل نشاهده في عمل آخر يقوم بدور شخص متزوج ليقوم بدور طالب جامعي، كما أننا في مسلسل “الجامعة” نحاول عمل شئ على درجة عالية من التقنية الجديدة تتمتع بالمصداقية بنفس جدية صنع الأفلام السينمائية، فنحن في “الجامعة” نعمل حوالى أربعة أو خمسة مشاهد في اليوم الواحد، وهذا أقرب للأفلام من صناعة الفيديو، ونتعامل بمنتهى الدقة، فعلى مدار عام تم اختيار فريق عمل المسلسل، وبحثنا عن أشخاص في مصر والمملكة ولبنان، ووقع الاختيار من المملكة على الوجوه الشابة: ريهام كابلي وعبدالعزيز المليحي وفهد غزولي، ومن مصر أحمد الجندي وأسامة جاويش ومن لبنان كارمن بسيبس. وحول كيف يناقش مسلسل مصري مشاكل الشباب في كل من المملكة ومصر ولبنان معاً، قال المخرج هاني خليفة: فكرة وجود أكثر من عنصر لدول مختلفة الهدف منه عمل مسلسل للوطن العربي.. اهتمامنا بوجود عنصر سعودي لكي نتعرّف على كيف يفكر الشاب السعودي وكيف يحلم، لكن لا نقول أن السعودي نموذج لكل السعوديين أو يكون المصري نموذجا لكل المصريين، لأن أحلام البشر تختلف من شخص لآخر، وفي مسلسل “الجامعة” نناقش أي مشاكل سياسية لها علاقة بالدول، ولكن البُعد السياسي ليس موجوداً في المسلسل، لأن السياسة متغيّرة ولها ألاعيب كثيرة، فنحن لا نناقش “الجامعة” من منظور سياسي، فالفن يتحدث عما بداخل الإنسان.. كيف يحب.. وكيف يحلم.. وما الذي يقف بينه و بين أحلامه.. الشاب العربي يحلم بطريقة مختلفة وهذا ما توصلنا إليه فى مرحلة البحث والدراسة أثناء التحضير للمسلسل، ووجدنا أن وجود الإنترنت والإيميل والتقدم التكنولوجي الهائل الذي يحيط بالشباب والذي جعل الكرة الأرضية قرية صغيرة جداً، هذا أحدث اختلافاً كبيراً، لكن جمع الشباب حول الإنترنت، ونحن كفريق عمل نقوم بطرح الرؤية بوجهة نظر ليست متعالية، ونحاول أن نرى مشاكل الشباب بأعينهم، وعرضها من خلال حكايات شخصيات حقيقية، ونحرص على أن نبتعد عن الوعظ والوصاية، لأن وظيفة الفن أن ترى نفسك وترى الآخر وتتعلم منهما. وضرب خليفة مثالاً بشخص يسرق وقال: يمكنني أن أحاول أن أرى ما بداخل الشخصية التي سرقت، لكن لا أقول لها بشكل مباشر لا تسرقي، والفن يوجّه الروح والمشاعر ويجعلك تشعر بالآخر، وبهذا المعيار يكون الفن الذي شاهدناه في الأجيال الماضية “أكذوبة” بحسب رأيي، والفن اليوم جزء من عملية تنشيط الثقافة. ويضيف: المشاكل والأفكار التى يتناولها المسلسل ليست وجهة نظر ذكية خاصة به، إنما رؤية اجتماعية، ونحن نحاول عمل مسلسل بالنموذج الغربي حتى من النواحي الإنتاجية، ففي الأعمال الغربية مخرج المسلسل يتغيّر أكثر من مرة ولا يوجد مخرج واحد لكل الحلقات، ونحن نحاول عمل نموذج كما ينبغي أن يكون عليه المسلسل بطريقة جديدة مختلفة. وتحدث هاني خليفة عن أهمية الفن فى كشف الحقائق قائلاً: الفن لا يعالج.. لكن يستطيع أن يكشف النقاب، لأن الفن الحقيقى العميق يكون مثل المرآة تستطيع أن ترى فيها روح وثقافة الشعوب والمجتمعات. وأوضح هاني أنه لا يفضّل الأعمال السياسية والتاريخية ويميل أكثر إلى الأعمال الإنسانية والاجتماعية، ويقول : إنه لا يستطيع عمل مسلسل تاريخي لأنه سيفقد الكثير من الدقة والمصداقية بالإضافة إلى التكلفة الإنتاجية التي يتطلبها المسلسل التاريخي حتى يخرج بصورة مشرفة.. لكنه من الممكن أن يقدم هذا من خلال السينما.