كنت في القاهرة في اعقاب فوز منتخب مصر بكأس الامم الافريقية للعام الحالي. لا يزال الشعب المصري يعيش فرحة غامرة لانتصار فريقه. هذه هي المرة الثالثة على التوالي التي تحقق فيها مصر هذا الانجاز الكروي الرائع وهي سابقة لم تحدث في تاريخ الكرة المصرية، تحققت بالتفاف شعب بكامله حول منتخب بلاده. ولكن هذه الفرحة لن تشغل مصر عن مشاكل تعيشها ويعاني منها شعبها الطيب، كمشكلة الفقر ومشكلة الزيادة السكانية ومشكلة البطالة وحمى الخنازير ومشكلة معبر رفح والحائط العازل ومشكلة الاخوان المسلمين ومشاريع الفتنة الطائفية والهاجس الامني ومشكلة الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة. كان زميل دراسة من ابناء المحروسة يحتل موقعاً رفيعاً في بلاده اليوم وانا اسير معه، نستعيد ذكريات جميلة في شوارع القاهرة، يقول لو تعاملنا مع مشاكلنا القائمة وقضايانا الحقيقية بنفس حماسنا للكرة لتجاوزت مصر ازماتها واستعادت ماضياً تليداً، فنحن شعب صاحب ارادة، ورفعت يدي داعياً الله ان يحقق ذلك، فمصر بالنسبة للامة العربية عمق استراتيجي، وهي لي ولأمثالي الذين عاشوا على ارضها سنوات، وتربوا على كِتابها ومدرسها وطبيبها وطن ثان .