أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحمن الأنصاري أن الحديث عن الأمم الغابرة سوف نعتمد فيه على القرآن الكريم كمصدر تاريخي نستمد منه الإطار الزمني لتلك الأمم لأنه الأصدق، مشيراً إلى أننا نجد أن كثيرًا مما جاء فيه مما ينفرد به عن التوراة، وخاصة عندما تحدث عن عاد وثمود، وهذا مما تنبه إليه المفسر الطبري عندما نقل تراث عصره عن ثمود. وقال الأنصاري خلال محاضرته التي ألقاها أمس الأول بنادي جدة الأدبي أن البعض يرى أن القرآن الكريم إنما يستفاد منه لأشياء أخرى غير التاريخ ولكنني أشعر أن التاريخ إنما هو حدث وزمان ومكان وعندما نجد أن القرآن يتحدث عن الحدث بكل تفصيل وعن الزمان بأدوات التاريخ المعتادة مثل قبل وبعد وقرونًا بين ذلك كثيرًا أصبح علينا عندئذ أن نبحث عن المكان وحتى هذا يمكن أن نستنتجه من السرد للحدث بل ويذكره القرآن كما هو الحال في الربط بين ثمود والحجر وبذلك تتم أركان الاحتجاج بالقرآن مصدرًا تاريخيًا لأحداث كثيرة تتماشى مع ما وصل إلينا من أخبار عنها عن غير سبيل القرآن، أو قد تختلف عنه، وهنا نجد القرآن الكريم يربطنا بفترة تاريخية تجعلنا نعيد النظر فيما تعودنا على ترديده دون الوقوف ولو للحظة لنتساءل لماذا. وقد خرجت المحاضرة عن تصور النادي والمتمثل في جعل موضوع المحاضرة حوارا بين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار من جهة وأستاذ علم الآثار الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري من جهة أخرى إذ كان من المقرر لها أن تكون أشبه بالمناظرة والحوار المفتوح على الجمهور ولكن رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني أشار في هذا الصدد أنهم في طور التنسيق لاستضافة سمو الأمير سلطان بن سلمان في محاضرة تتحدث عن السياحة بعد أن أخطر سموه النادي أنه لا يرغب في تكرار ما يتعلق بالآثار. وكان الدكتور الأنصاري قد بدأ المحاضرة بتقديم ورقته عن «ثمود والثمودية» وفق ما أرّخها القرآن الكريم. وشهدت المحاضرة مداخلات عديدة لكل من د. عاصم حمدان ود. عمر يحيى وهوازن باداود ود. ليلى عبدالمجيد وحسين بافقيه واللواء عبدالله عسيري وعبدالله الشريف ومزيّن خالد وصالح الزهراني ود. زيد الفضيل ود. محمد السويركي ود. سهام عبدالعظيم ود. عبدالله عنقاوي ومداخلة من نجران كان قرأ ورقة المحاضر على موقع النادي وهو صالح آل مريح رئيس نادي نجران الأدبي في اتصال هاتفي.