يفترض في مثل هذه المواقف أن نبعد عن الأسلوب الساخر، لكن ربما لأننا مللنا الكتابة التي لا تذكر ثمارها، ولربما نريد للقارئ تغيير بعض أجوائه المأسوية التي يتجرعها منذ صباحه الباكر –إذا كان ممن يطالعون الصحف صباحاً وحتى آخر المساء–، من متنفسات الصحف- لأن أغلب الصحف باتت تتنفس على الأخبار المأسوية الجاذبة للقراء - وأحاديث المجالس، لذلك رأيت أن لا بأس من هذا الأسلوب. ويعلم الله أني لا أسخر من أصحاب القصص المأسوية التي تحزننا كثيراً، وما كتابتنا عنها إلا لإحساسنا بها ومساندتنا لأصحابها. ربما قرأ أكثركم أو سمع بقصة المرأة التي أجرت عملية شفط للدهون قبل ثلاث سنوات، من اكتشافها أن الآلام التي لازمتها طوال تلك الأعوام، والتي سببت لها الصرع - حتى طرقت باب كل من بيده بارقة أمل في شفائها مما تعاني بعد الله -، بسبب أن الفريق الطبي الذي أجرى لها العملية – نسي مقصه في بطنها –. ولا تعليق على سلسلة الأخطاء الطبية، لأنها تتحدث عن نفسها، ولأنها ما تزال على حالها، فقليلاً ما نسمع بعقوبة أو غرامة، ترضي المريض أو ذوي المتوفى بخطأ طبي – ظاهرياً على الأقل -، لأن أموال الدنيا لا تساوي حياة الإنسان وصحته. للقصة السابقة، أقرت الهيئة الصحية الشرعية للمريضة تعويضاً مالياً – لم تكن تحلم به -، لأنها حلمت بتعويض يقدر بمائة مليون ريال وطالبت به، تقليداً للدول المتقدمة التي ممكن أن تمنحها التعويض الذي طلبت، وتزيد عليه قليلاً، كاعتذار لما سببت لها من ألم نفسي وجسدي. ولأننا نرفض التقليد بشدة، أقرت الهيئة مبلغ 70 ألفاً الذي حصلت عليه المريضة ورأته كثيراً عليها، اقتطعت منه30 ألفاً لصندوق الدولة، وأحسبها ستكون – بدل مقصات وأدوات طبية منسية ومفقودة – سابقاً ولاحقاً ومستقبلاً!!. فلا أعتقد أن 40 ألف ريال – تشفي غليل المقهور - وتعوضه عن ثلاث سنوات معاناة متواصلة، وفقده لجزء من جسده، بسبب خطأ طبي!!! ولا تعليق آخر.