حقق الهلال الثنائية «دوري وكأس»، ولا زال للمجد بقية، بعد أن هيأته إدارته جميع الأجواء الملائمة لتحقيق الانتصارات والبطولات، وبصراحة هلال الملايين فريق متعوب عليه. اتركوكم من نغمة تعاطف التحكيم مع الهلال، وضعف لجان اتحاد الكرة بإصدار قرارات أمام قوة الزعيم، فهذا مجرد كلام، والواقع شيء آخر إن جد الجد ما لها غير الهلال، حتّى وهو يتأخر بالنتيجة في يوم النهائي من فريق كبير وهو الأهلي، كان الغالبية يدركون أن الأزرق سيعود وينتصر، والأسباب عوامل فنية، وخبرة، وتمرس، وثقافة بطولات، التي بلغت الخمسين، والتاريخ يدوّن ويسجّل (اللهم لا حسد). الهلال جُهز من بداية الموسم ليحصد الألقاب، ولم يكن للاعبين عذر سوى الإنجاز تلو الآخر، أمّا الجهاز الفني فرغم عبارات البلجيكي جيرتس التي فيها من الفوقية والإساءة الكثير، إلاّ أنه مدرب متمكّن، ويعي ما يفعل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأختم بالحديث عن قمة الهرم الإداري في نادي البطولات سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد الغائب الحاضر في النهائي، فيوم بعد آخر يكسب المزيد من المحبين والمعجبين بعمله وجده واجتهاده وإنفاقه بسخاء ومثاليته الحقيقية، مليون مبروك للزعيم وللمجد بقية. أمّا الأهلي فقد كسب وهو يخسر.. كسب فريقًا يحترمه الجميع، عناصر شابة ومؤهلة لتصنع مستقبل القلعة الخضراء، محترف أجنبي هداف ماهر، وهو البرازيلي فيكتور.. أنفه دائمًا للمرمى، ويشم رائحة الشباك وتسديداته متقنة، وحتى نكون صادقين مع الأهلاويين نتوقف كثيرًا أمام مستويات خط الدفاع، فهي ليست مقنعة لا محليًّا ولا خارجيًّا، وتحتاج إلى دعم عناصري، وعودة غزال من الإيقاف لن تكون الحل، فهذا الخط يحتاج إلى حلول، والمدرب فارياس تحدث في هذا الجانب بصراحة، وبمناسبة الحديث عن غزال فقد غاب عن النهائي، ومعه أحمد كانو، وتيسير الجاسم، ومع كل هذا الغياب المؤثر كان الأهلي جميلاً. الانطلاقة الآسيوية تبدأ أندية الاتحاد والهلال والأهلي والشباب مشوارها الآسيوي، فالعميد طار إلى طشقند، وسط غياب واتّصالات وجوالات كما أبرزتها الصور في الصحف، وهي توحي إلى ما توحي، والوضع في الاتحاد كما هو عليه لا تغييرات، ولا تصحيحات، وأشبعنا الحديث في هذا الجانب كثيرًا. فعبارة (كله تمام) لا تتناسب مع الاتحاد، واقع إعلامه، واستقلالية رأيه، وتركيبة جماهيره وصوتها القوي، وطالما بدأت المهمة، نتمنى للاتحاد والهلال والأهلي والشباب التوفيق في البطولة الآسيوية، فقد مللنا الإخفاقات القارية، وفي الموسم الماضي من دور الستة عشر خرجت كافة الأندية السعودية باستثناء العميد، والذي يدخل بطولة هذا العام بظروف مختلفة، ومع هذا من حقنا أن نتفاءل بخبرة الاتحاد، وروح النمور، وبقوة الهلال، وطموح الأهلي وعودته المفرحة مؤخرًا، وحيوية وانسجام الشباب، إنه المحك الحقيقي للأندية السعودية، فمن سيكسب احترام الغالبية؟