وداعًا سيدي هاشم عطا الله.. وإلى جنة الخلد -بإذن الله تعالى- وداعًا يا حبيب العائلة.. وداعًا أيُّها الرجل الطيب.. لقد فقدت عائلة عطا الله رجلاً في زمن عز فيه الرجال.. رجلاً أفعاله الإنسانية غطّت أفراد العائلة بأجمعها.. يحبّهم ويسأل عن جميعهم الصغير قبل الكبير.. لقد تربيت معك سيدي هاشم -رحمك الله- وكبرت ولم أرَ منك، أو أسمع طيلة حياتي إلاّ الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة والمحبة والوفاء.. فأفضالك كثيرة عليَّ وعلى الجميع.. فأنت رمز من الرموز الكبيرة لعائلة عطا الله.. ولن أنسى مدى حياتي تصرفاتك الطيبة أثناء سفري معك عشرات المرات، وقد عرفتك عصاميًّا، ونظيف السريرة حتى أنني كنت أتمنى أن أصل إلى سمة أخلاقك، ورقّة مشاعرك، وبساطة وحسن عشرتك.. فأنت لديك مشاعر تلقائية متدفقة.. حبيبنا الغالي أنت منظومة إنسانية عظيمة!! فقد فارقت هذه الحياة الفانية، لكن بقيت روحك العظيمة معنا نتحسسها ونلمسها، ولن ننساك أبدًا مهما عشنا، وكتب الله لنا الحياة في هذه الدنيا الزائلة.. بالأمس القريب كنت تسأل عني وتطلب أن أزورك، وأبلغني ابنك الحبيب الغالي هاني ذلك، وكانت آخر زيارة أراك فيها.. وما ذلك إلاّ جزء بسيط من كرم وسماحة أخلاقك العظيمة.. فقد كنتُ محبًّا وتحب الجميع.. حبيبنا وقرة أعيننا سيدي هاشم.. ودّعت الدنيا إلى دار البقاء، وأنت مدرس وأستاذ كبير في أسلوب التواصل بين الأقارب والأرحام، ولهذا نجد الجميع مصابًا بصدمة الفراق، ويدعون لك بالعفو والمغفرة، بعد أن تركت فراغًا كبيرًا في العائلة.. عائلة أمي الغالية عائلة عطا الله.. فشخصيتك شخصية لطيفة، ومرحة، ومتواضعة، ورزينة.. فنفسك الزكية عطرت كل أفراد العائلة بحسن التعامل وجوهر التواضع والمكارم والأخلاق الفاضلة الكريمة.. ولهذا يحبك الجميع، ويثنون عليك وعلى تصرفاتك.. فعندما تقام وليمة لدى العائلة نجد من الأوائل الذين يرقبون ويلتزم بتنظيمها حتى بالمظهر اللائق بسمعة العائلة، وما ذلك إلاّ لشعورك بأنك جزء من الأهل، وتحب الجميع.. فأنت صاحب نخوة و(فزعة)، وهذا ما نفتقده في أيامنا هذه التي ملئت (بالجعاصة) والكبرياء.. إن البشر بفطرتهم خطاؤون، والناس يمكن أن يحيدوا عن جادة الطريق القويم، وكنت كريمًا بالتسامح والعفو عن كل من يسيء إليك؟ فالعطاء الإنساني عندك بدون حدود، ومواقفك بهذا الشأن الكثيرة لا تُحصى. اللهم أغفر له واعفُ عنه، وأن تمد في عمر أبنائه وبناته، وتوفقهم وتجعلهم أخوة متحابين متماسكين، يسيرون على نهج والدهم -رحمه الله- الذي رسمه لهم، وأن تجعل الخير لديهم في تذكره الدائم، والدعاء له بالمغفرة.. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. [email protected]