تأهل الأهلي والهلال لنهائي كأس سمو ولي العهد، وهما ناديان كبيران غنيان عن التعريف، ووصولهما للنهائي طبيعي ومنطقي، فالأهلي رغم فوزه بركلات الترجيح على الشباب، إلاّ أنه استحق التأهل عن جدارة واستحقاق، وتحدى الصعاب، وتجاوز اليأس، وهزم حكم المباراة الروماني قبل أن يقصي الليث، فالعمل الجماعي والمنظم أثمر تفوّقًا أهلاويًّا صريحًا في هذه البطولة، فالفريق الذي استهل مشواره بملاقاة هجر في الأحساء، بقي هناك ليلعب مرة أخرى أمام الفتح دون أن يتكبّد عناء السفر والترحال والتشتيت الذهني، ثم لعب أمام الشباب في العاصمة الرياض، وفاز، وانتظر في الرياض حتى موعد النهائي بعد غدٍ، وفي ذلك عزل للفريق عن كافة الأمور والأجواء المحيطة، وفيه تفريغ للاعبين ذهنيًّا ونفسيًّا للنهائي، والورقة الأهم في التحفيز جاءت من الرمز الخبير الأمير خالد بن عبدالله في تصريحه المنشور أمس، متضمنة رسالة هامة فحواها لا للضغوط، عندما أشاد بالفريق وقال للاعبين: متى اجتهد الجميع فلا لوم على أحد. هي كلمة، وتحمل في مضمونها عدة نقاط حافلة، وحوافز معنوية وفنية، وتبقي التركيز على الملعب فقط، ورفع كامل للضغوطات والمؤثرات الخارجية. لم يخيّب فريق الأهلي ظني حينما أشرت في بداية انطلاق البطولة بأن الفريق مرشح للمنافسة بقوة على اللقب، وبالفعل كانت وما تطرقت له لم يكن من فراغ، إنما استنادًا على معطيات ومؤشرات، وتبرهن ذلك عندما كان الفريق متأخرًا أمام الشباب وأخرج المدرب أبرز أدواته، ولكن الروح انتصرت بالتعديل ثم الفوز، وبالمناسبة لست مع المنتقدين لمدرب الأهلي فارياس على تغييراته، ومن وصفها بالتخبيصات، فالبرازيلي بحث عن عمل وجد وحيوية ونشاط عبر المساحات الفارغة، وعبدالرحيم الجيزاوي حل من مقاعد البدلاء ليسجل هدف التعادل بعد فاصل مهاري ويفرح الأهلاويين.. فارياس من عيّنة المدربين الكبار، الذين يجيدون قراءة الملعب، ومعرفة مكامن قوة وضعف الفريق المقابل، وانتزاع تفوقه. أما الهلال فكان مشواره على عكس الأهلي، فكافة مبارياته في البطولة كانت على ملعبه، وفاز بنتيجة واحدة 2/1 أمام الفيصلي، والنصر، وأخيرًا نجران، وبين فارياس وجيريتس تحسم مواجهة الكأس. بالمختصر المفيد * تصر إدارة نادي الاتحاد على أن العودة لا بد أن تكون بنفس الأسماء، وذات العناصر، ولا تغييرات، ولن أقول إن ذلك مستحيل، ولكنه صعب.. مشكلة إدارة الاتحاد أنها تصعب الأمور على نفسها منذ تسلمها إدارة النادي، ويبقى الحال على ما هو عليه، وعلى جماهير العميد المغلوبة على أمرها أن تتفرغ لمتابعة الأندية الأخرى وهي تتنافس على البطولات، ومن حقها أن تردد آآآآآآآآه يا زمن.