هذا اليوم، انتهيتُ مِن سَماع وقراءة كِتَاب: “الرِّجَال مِن المَرِّيخ والنِّسَاء مِن الزَّهرة”، للدّكتور “جون جراي”.. انتهيتُ مِن قِرَاءته للمرَّة العاشرة.. لذا بَدَأت بيننا -جون وأنا- علاقة مِثل “علاقة نَادي الاتحاد بمدينة جُدَّة -بضم الجيم-”! وللعِلْم، فإنَّ الدّكتور “جون” بَدأ سلسلة مُؤلَّفاته في 1992م، بَدأها بكِتَاب: Men are from mars, women and from venus وتَعني العنوان أعلاه! وهذا الكِتَاب، أزعم أنَّني «عَرّابه»، لأنَّني عَرفته وخَبرته، بل «ضَاجعته»، قراءةً، ودراسةً، ونقاشًا، في نَسختيهِ «العربيّة» و«الإنجليزيّة»! والزَّميل «جون جراي»، لم يَكن يَظنّ أنَّه سيُصبح «مُؤلِّفًا كونيًّا»، بل الصّدفة قَادته إلى تَأليف الكُتُب في «العلاقات بين الرَّجُل والمَرأة»، لذا أيُّها القَارئ -أو القَارئة- لا تَستهن بنفسك، فقد تُصبح «جون» ثَانيًا..! إنَّ «جون» هذا في بداية حياته، وَقع في مشكلة مع زَوجته «بوني»، وهذه المشكلة قَادته إلى أن يَكون مُؤلِّفًا، يُشار إليه بكُلِّ اللغات! و«جون» هذا، ألَّف أكثر مِن أربعة كُتُب، حتَّى تَاريخ كِتَابة هَذا المَقال، ولكن كُلّ الذي ألَّفه -بَعد ذَلك- كَان شَرحًا للكِتَاب الأوّل! في كِتَابه الأوَّل «الرِّجَال مِن المَرِّيخ والنِّسَاء مِن الزَّهرة».. يَبتكر الدّكتور «جون» نظريّة «مُثمرة» تَقول: (إنَّ الرِّجَال مِن كوكب، والنِّسَاء مِن كوكب آخر، وبالتَّالي مَا يَراه الأوّل حَلاً للمُشكلة، يَراه الثَّاني «تَكريسًا» لها..)! خُذ مثلاً، يَقول أستاذك وأستاذي «جون»: (إنَّ الرَّجُل لا يَلجأ للشّكوى إلَّا إذا أُغلقت في وجهه كُلِّ الأبواب.. في حين أنَّ المرأة تُحبّ الشَّكوى، وتَلجأ إليها -كأوّل الحلول- وهي عِندما تَشتكي لا تُريد حَلًّا، وإنّما تُريد مَن يُشاركها «الهَمّ والغَمّ»..)! حَقًّا، إنَّ هذه النَّظريّة -عَلى بَساطتها- مُهمّة، لأنَّها تَختصر الطَّريق بين الرَّجُل والمَرأة، وأتذكَّر أنَّني اقترحتُ عَلى سمو وَزير التَّربية والتَّعليم -عِندما استضافته الجَامعة الإسلاميّة-، اقترحت عليه -عَبر مُداخلة- أن يُقرِّر هَذا الكِتَاب عَلى طُلَّاب الصّفوف الثّانويّة، حتَّى نَجعل الرَّجُل يَفهم نَفسيّة المَرأة قبل أن يَتزوّجها، وكَذلك المَرأة تَفهم الرَّجُل، حتَّى نَختصر المَسافة بين «الذَّكر والأنثى»..! إنَّ نسبة الطّلاق مُرتفعة لدينا، والاستفادة مِن هذا الكِتَاب قَد تَكون أحد الحلول، ولكن -ومَا بَعد لكن مُرّ أحيانًا- هناك مَن يَقرأ هذا الكِتَاب وكأنَّه رواية أو قصّة، وهذا «خَطأ»، أو «خَلل كَبير»، لأنَّ مِثل هذه الكُتُب يَجب أن تُقرأ على مَهل، تَقرأها مِثلما تَأكل «العِنَب» حبّة حبّة.. لأنَّ الفَائدة تَحتاج وَقتًا كَافيًا، حتَّى تَستحوذ عَلى «المُخ»، أو لِنَقُل: (إنَّ العَقل يُريد زَمنًا مَعقولاً ليَتشرَّبها).. والله الهَادي إلى سَواء السَّبيل..!.