تكافح أم عبدالرحمن سعودية (41 عاما) من أجل رعاية أبنائها العشرة، أكبرهم في المرحلة المتوسطة وأصغرهم ابنتها ذات العامين، وزوجها المرض النفسي، وأرهقتها الماديات وهي في حاجة لمد يد العون لها ولأسرتها، بعد أن أرهقتها الحياة. وتحكي أم عبد الرحمن ظروفها وحالتها المادية وقالت: “كان زوجي يعمل خارج المدينةالمنورة في بداية زواجنا، ولكن لظروفه النفسية بعد خمس سنوات ترك العمل ولم يستطع أن يتحمل مسؤوليتنا، فقررنا الانتقال إلى قريتنا بالمدينة، وعندها قام أهلي وأقاربي ببناء بيت لي ولأولادي حين ذاك بدون أساس وبدون صك يشعرنا بالإستقرار، وليس في منزلي إلا بعض الأثاث القديم الذي تصدقوا به علينا، وليس لي عائل بعد الله لتأثيث منزلي ولو بالضروريات الذي تحتاجه كل سيدة وأم لها ولأبنائها الصغار، فكل ظروف أهلي مشابهة لظروفي المادية السيئة. وعن مرض زوجها تقول : “في بداية مرضه أصيب بالعصبية الزائدة والمشاجرة، حتى دخل السجن بعد مشاجرة مع أحد الأشخاص، وبعد أشهر خرج، ولكن بحالة إنطوائية ومسالمة فهو في حالة اضطرابات نفسية مختلفة كل يوم عن الآخر، فمرة يسبب لنا العديد من المشاكل والمشاجرات ومرة وكأنه لا يشعر بأحد حوله، ولدي تقرير من مستشفى الأمراض النفسية عن حالته المرضية.وتضيف :“وهذه ما جعلني أتحمّل رعايته ورعاية أولادي لوحدي، فأنا خريجة بكالوريوس لغة عربية، وتزامن ظروف زواجي مع دراستي أخرني كثيرا في التخرج كما جعل نسبتي متدنية، وبعد مرض زوجي وتركه للعمل نستلم من الضمان الاجتماعي 2500 ريال، ولكن بعد دخوله السجن قدمت على أننا أسرة سجين وصرف لنا أيضا 2500 ريال، وبعد خروجه الآن انقطعت مساعدة أسرة السجين، وهنا لابد أن يقدم زوجي على طلب للمساعدة لأنه لا يعمل وسوف يصرف لنا أيضا 2500 ريال كما كان فهو الدخل الوحيد لكل الأسرة مكونة من 12 فردا، سبعة منهم في المدارس يحتاجون إلى ملابس ومستلزمات مدرسية هذا بخلاف المواصلات لذهابهم وعودتهم إلى المدرسة والذي غالبا ما أقف أنا لوحدي لأطلب في كل مرة من الجيران توصيلهم، وأغلب الأيام يذهب أبنائي إلى مدارسهم بدون مصروف ولو ريالا واحدا مما يجعلني أغيبهم عن مدارسهم، ولا نجد بالمنزل ما نأكله إلا الأرز الأبيض أو الذي يرسله لنا الجيران أو المحسنون من أبناء قريتنا، وكذلك أتحمّل شراء أدوية زوجي واحتياجات أطفالي الصغار، وتطلب أم عبدالرحمن من المسؤولين بعد الله النظر في حالتها الأسرية والمادية في علاج زوجها وفي تحسين وضعهم المادي والمساعدة في إكمال منزلها وتأثيثه.