في تقرير صدر عام 2008م يوضح أن 10% من السعوديين عاطلون عن العمل، وأن 59% من العاطلين ذكور، بينما يشكل الإناث نسبة 41% من العاطلين، ويشير التقرير إلى أن 30% من تلك النسبة العاطلة يحملون الشهادة الثانوية و37% يحملون درجة البكالوريوس، وتزيد نسبة الإناث الحاصلات على درجة الماجستير والدبلوم العالي على الذكور بنسبة 92% من جملة تعداد العاطلين، وعلى الرغم من أن التقرير صدر قبل عامين، إلا أنه ما يزال يشكل مؤشراً واقعياً للوضع حتى اليوم، وذلك لأن العامين لا يشكلان إضافة كبيرة أو تغيراً بنيوياً في ديموغرافيا السكان والمسألة التي نحن بصددها، هي مسألة قدرة مجتمعنا على الحركة بنصف الجسد أو الرهان بنصف حصان في سباق الوصول إلى مصاف دول العالم الأول، كهدف استراتيجي طموح نستحقه عن جدارة قياساً بما لدينا من طاقات وإمكانيات ضخمة في كل المجالات،فالحقيقة التي يجب أن نعترف بها، وهي تشكل نصف المسافة اللازمة لاجتياز النفق للوصول إلى ما نريد هي أننا مجتمع ما يزال يعاني من شلل نصفي، بسبب إقصائنا غير المبرر لنصفنا الآخر، المرأة، عن المشاركة بقوة وفعالية في مفاصل حياتنا المعاصرة ، وهو إقصاء ظللنا نمارسه بقراءة خاطئة لدور المرأة في الحياة، وحصرها في زاوية ضيقة، بل حشرها حشراً وسلبها حتى الثقة بنفسها، بسبب الكثير من المتاريس التي نضعها في طريقها، وعلى الرغم من أننا خطونا خطوات خجولة نحو الاعتراف بذلك نظراً لما تحقق حيث أصبحت المرأة بفضل الله ثم بإصلاحات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله واهتمامه الكبير بضرورة إعطاء المرأة المزيد من الفرص وإزاحة المعوقات من طريقها لتعمل وتبدع، فصارت المرأة في ركاب الوزارة وهرم الإدارة، وأصبحت عالمة وباحثة ومهندسة وطبيبة ورائدة في العديد من ضروب العلم والحياة في هذا العهد الزاهر، إلا أننا ما نزال نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لأن هذا النصف الذي تجاهلناه طويلاً، يختزن نصف الطاقة اللازمة لنا لننطلق منافسين دول العالم المتقدم بندية واقتدار، بما لدينا ميزة تنافسية لا يبارينا فيها أحد إلا من انتظم معنا في قافلة الإسلام والسلام، ميزة الخلق المستمد من تعاليم ديننا الحنيف دونما غلو أو تفسير متطرف لنصوصها . نعم .. إن تغيير المجتمعات يبدأ من القمة، ويبدأ من منطلق التفكير بطريقة غير تقليدية وإبداع الحلول واستنباطها من واقع ومعطيات البيئة لتنسجم معها، وتلك ما توفرت عواملها وعناصرها وتكاملت في قمة قيادتنا الرشيدة وولاة الأمر في مناطق بلادنا الشاسعة، والكرة الآن أصبحت في ملعب التنفيذيين وفي مواقع عملهم المختلفة، إذ عليهم البدء بترجمة رؤية قائد مسيرة نهضتنا بوعي ودقة حتى نتحرك بحيوية وجسد غير مشلول أو معاق نصفه . نافذة : الاعتراف هو نصف الطريق إلى الهدف وأولى خطوات الحلّ .