حملت زيارات المسؤولين الأمريكيين للمنطقة على مدى عام كامل بدءًا من زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمصر والمملكة وتركيا العام الماضي، وحتى زيارة وزيرة خارجيته السيدة هيلاري كلينتون لقطر والمملكة مؤخرًا توجهًا جديدًا لدى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يقوم على أساس محاولة تغيير الانطباع السائد في العالم الإسلامي حول ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تنامت بشكل كبير في دول الغرب في العموم، وهو ما تمثل بشكل خاص في تعيين الإدارة مؤخرًا مبعوثًا خاصًا لها لدى منظمة المؤتمر الإسلامي ولقاء الوزيرة كلينتون سكرتيرها العام أمس بعد لقائها خادم الحرمين الشريفين، وسمو وزير الخارجية أمس الأول في زيارتها للمملكة التي اكتسبت أهميتها باعتبارها الزيارة الأولى لها كوزيرة للخارجية وأيضًا لتزامنها مع مرور 65 عامًا على أول لقاء بين قيادتي البلدين الذي اعتبر تدشينًا للعلاقات بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية عندما اجتمع القائد المؤسس الملك عبد العزيز -يرحمه الله- مع الرئيس روزفلت في 14 فبراير 1945على ظهر الطراد كوينسي بالقرب من البحيرات المرة. الزيارة بهذا التوقيت وبما حملته من دلالات، خاصة على صعيد وعد الوزيرة كلينتون بإعادة النظر في إجراءات سفر السعوديين في مطاراتها، تؤكد من جديد على متانة علاقات الشراكة بين قيادة البلدين والشعبين الصديقين، لا سيما في ظل ما تبذله الرياض وواشنطن من جهود في مكافحة الإرهاب والعمل من أجل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة وفي العالم. غني عن القول إن التوجه الأمريكي الجديد نحو العالم الإسلامي الذي أمكن لمسه في الآونة الأخيرة لا يمكن أن يؤتي ثماره بالشكل المرجو، إلاّ من خلال موقف أمريكي جاد ومتوازن إزاء قضية الشرق الأوسط، والتوقف عن اعتبار أمريكا إسرائيل طفلها المدلل، بالتغاضي عن انتهاكاتها للقرارات والمواثيق الدولية، وهو ما أوضحه سمو وزير الخارجية للسيدة في مؤتمره الصحفي المشترك مع كلينتون أمس الأول بتحديد ثوابت المملكة بهذا الشأن من خلال التمسك بالمبادرة العربية للسلام، واعتبارها مفتاح الحل للقضية الفلسطينية، وقضية السلام في الشرق الأوسط، وتطبيق معايير حظر أسلحة الدمار الشامل على جميع دول المنطقة دون استثناء بما في ذلك برنامج إسرائيل النووي.