(ابحث عن الكنز) عبارة برّاقة رنانة تخطف الأنظار وتقرع الآذان، تشدنا بها برامج المسابقات والألعاب، بل وحتى الإعلانات التجارية أحيانا للاهتمام بما تريد دعوتنا إليه؛ وذلك معرفةًً من القائمين عليها بطبيعة النفوس البشرية الحريصة على العثور على ما يحقق لها السعادة ويحيل أحلامها إلى حقيقة ويخرجها من ما تعانيه من أزمات. وعلى غرار هؤلاء نقدم دعوة ثمينة للبحث عن كنز مخبوء في المجتمع، لكنه ضروري الاقتناء لكثير من الجهات المختلفة لحل مشكلاتها التي تحتاج في معظمها إلى استشارات نفسية تربوية اجتماعية مثل: المشكلات التي تواجهها دور رعاية الفتيات من سوء معاملة بعض المشرفات للنزيلات أو العكس، وعدم استلام بعض أولياء الأمور فتياتهن بعد انتهاء محكومياتهن، وعدم تقبل المجتمع هؤلاء الفتيات عند إلحاقهن بخدمته ودمجهن فيه. ومثل ما يواجهه المسئولون في دور التعليم المختلفة كالمدارس والجامعات مع الطلبة والطالبات من القضايا السلوكية وانتشار بعض المظاهر المنافية للدين أو المخلة بالآداب بينهم. ومثل ما قد تتعرض له بعض المؤسسات التجارية وغيرها من اختلاسات مالية أو تدهور في الاقتصاد. ومثل إشكالات التعامل مع الغير للاحتياج إلى امتلاك المهارات المؤهلة لحلها كالمهارات المطلوبة في المستشفيات والمراكز الطبية مثلاً لتعامل الأطباء المتمرسين في العمل مع غيرهم من الأطباء حديثي الخبرة الطبية الذين يحتاجون بدورهم إلى مهارات التعامل مع المرضى عند خدمتهم، وكالمهارات التي يحتاجها مسئولو مؤسسات الطوافة في الحج في توجيه فئة معينة من الحجاج (حديثة عهد بالإسلام أومرحلة عمرية صغيرة كالمراهقة) إلى التطبيق الصحيح لبعض الأحكام الشرعية عند أداء المناسك بسماحة ورفق، أو كالمهارات التي يحتاجها المنظمون للمهرجانات الصيفية والمخيمات الدعوية في التعامل مع الفئات المختلفة لمرتاديها عند الاحتكاك بهم أو إلقاء بعض المحاضرات عليهم. والآن .. ماهو هذا الكنز؟ إنهم النخبة المشهود لها بالعطاء المتميز من المتقاعدين ممن ترجلوا عن صهوة العمل الرسمي في مختلف القطاعات، لكنهم ظلوا منارات يُهتدى بها لتحقيق النجاح الذي مازات أيديهم تمسك بشعلته وهم يُذكون جذوتها بوقود من عصارة فكرهم وخلاصة تجاربهم ونشيط ملكاتهم وقدراتهم وطموحاتهم. كما ظلوا يومضون لنا بنورهم ويلوحون لنا بأيديهم، لكن أعيننا غمضت عن لمحهم، وأيدينا قصرت عن الامتداد إلى أيديهم لتواصلها وتشدّ عليها. ترى، أين نجد هذا الكنز؟ قد نجده متناثرًا (أفرادًا في منازلهم) وقد يكون مجتمعًا في مكان واحد (جمعية المتقاعدين)، فلِمَ لا نقتني هذا الكنز لنفك به أزماتنا ونحلّ مشكلاتنا وهو لا يتطلب جهدًا متعبًا في استخراجه لأنه يسعى إلينا بنفسه؟ وما علينا سوى توجيه النداءات إليه عبر الشبكة العنكبوتية مثلاً أو طلبه من (جمعية المتقاعدين) داعين إياه: ( أيها الكنز الثمين .. تعال لنقتنيك).