حقًّا! إنه طريق الموت؛ نظرًا لتعدد ضحاياه ما بين حين وآخر. يقع هذا الطريق من الناحية الغربية للمدينة المنورة المسمّى حاليًّا بطريق “تبوك / المدينة”، حيث إنه يربط عدة قرى وهجر بعضها ببعض، فالأمر السامي الكريم الذي صدر حديثًا بإنشاء مشروع الطريق السريع الذي يربط ما بين المدينة وتبوك لم يعالج تلك العثرات التي تتمحور حول هذا الجانب؛ لأن هناك الكثير من القرى والهجر لم تستفد من منافع هذا المشروع. هناك منعطف آخر يمتد ما بين قرى وهجر المليليح، مرورًا بشجوى، والمربع، والعيص، وصولاً إلى ينبع النخل بطريق ذي مسار واحد، فأصبح الطريق صيادًا ماهرًا في ابتلاع ضحاياه! وذلك لعدم توفر الصيانة الدورية له. حيث إن تشققات الطريق باتت واضحة للعيان. عائلات بريئة افترسها ذاك الطريق، حوادث ومآسٍ شبه أسبوعية تحدث، وكأن الأمر أصبح عاديًّا؛ لما تعوّد عليه البعض من مشاهد مؤسفة، راح ضحيتها المئات.. وكأنه طريق لحقل التجارب! بل إنه أصبح اليوم من أكثر الطرق ازدحامًا بالمركبات، ناهيك عن الشاحنات التي تعرقل ميسرة الطريق؛ كونه بمسار واحد؛ ممّا نتج عنه حوادث ومآسٍ مميتة. فقد جدد المواطنون مطالبتهم للجهات المعنية بإعادة تعبيد هذا الطريق الذي يمثل الشريان الرئيسي، والذي يربط أحياء وقرى المليليح بعضها ببعض. وأشاروا إلى تسبب كثرة الحفريات المنتشرة، وسط الطريق بعرقلة حركة المواطنين، وإلحاق الأضرار بمركباتهم، منوّهين إلى أن الطريق يضم عددًا من الدوائر الحكومية والمحلات التجارية. ممّا يضطر العديد من مستخدمي الطريق إلى تغيير مسارهم، واختيار طرق أخرى خشية من واقع الطريق المتهالك، مناشدين الجهات ذات العلاقة الالتفات لواقع الطريق المأساوي ومعالجته، إلاّ أن هذه المطالب لازالت تأخذ مجراها تجاه تجاهل بعض القطاعات المعنية بهذا الشأن، فتعددت الأسباب والموت واحد! جانب آخر هناك اضمحلال شديد للدلائل الإرشادية سوى القليل منها، في ظل التطور العمراني الكبير والميزانيات الضخمة التي تنفق لأجل تيسيرُ سبل الطرقات. والله المستعان.