نزار عبد الباقي – جدة نشرت صحيفة يديعون أحرونوت في عددها ليوم الثلاثاء 12 يناير 2010م مقالاً مثيراً تناول نتائج استطلاع للرأي أجري في إسرائيل حول إمكانية إصدار قانون لحظر بناء المساجد على غرار الاستفتاء الأخير الذي أجري في سويسرا أواخر العام الماضي وجاءت نتائجه مخيبة للآمال، حيث أيدت غالبية السويسريين القرار مما شكل صدمة للحكومة السويسرية والمنظمات العاملة في حقوق الإنسان، وقالت الصحيفة: أشارت نتائج استطلاع حديث للرأي أجرته مؤسسة التفاهم الاثني إلى أن ثلث الإسرائيليين يؤيدون صدور تشريع يمنع بناء المآذن في إسرائيل، ويقول رئيس المؤسسة الحاخام شناير أن هذه النتائج تشير إلى أن هناك فرصة لوجود تفاهم واحترام بين يهود إسرائيل وعربها إذا ما تعلق الأمر بالدين وابتعد عن السياسة. وتحدثت الصحيفة عن نتائج الاستطلاع بإسهاب، حيث أكدت أنه يشير إلى إمكانية حدوث اختراق في الواقع، ويشكل بذرة تقوم على أساسها محاولات جادة لحل القضايا العالقة بين اليهود الإسرائيليين والعرب، وقالت: جاءت نتائج الاستطلاع الذي أجرته المؤسسة مع معهد كيفون لتوؤكد أن 43% من اليهود الإسرائيليين سيعارضون صدور قرار بمنع حظر بناء المساجد في إسرائيل، بينما أشار 28% إلى أنهم سيؤيدون القرار ووقف 29% في موقف وسط بين الرأيين. وكان حوالي 57% من الناخبين السويسريين قد أيدوا تشريعاً مماثلاً أجري في نوفمبر من العام الماضي 2009م لحظر بناء المآذن. وتسهب الصحيفة في تحليل النتائج وتربطها بالقوميات السكانية والاتجاهات السياسية العديدة في إسرائيل، وتقول: جاءت المعارضة القوية لفكرة قانون منع المآذن في إسرائيل من الإسرائيليين القوميين المتدينين حيث عارض 72% منهم القانون ووصف 55% منهم أنفسهم بأنهم معارضون بقوة. وفي تعليق له على النتائج يقول شناير: عندما يتعلق الأمر بالحريات الدينية للإنسان فإن الإسرائيليين أكثر تسامحاً من السويسريين. ويشير شناير إلى حقيقة هامة وهي ضرورة التفريق بين الأمور السياسية والأمور الدينية، لأن الناس يمكنها أن تتفق على ثوابت حول الدين بصورة أسهل من اتفاقها حول الأمور السياسية، ويقول: هناك ارتباط وثيق بين الحقوق الدينية والتسامح لدى الإسرائيليين الذين يبدو أنهم يضعون السياسة جانباً عندما يرتبط الأمر بالدين. معارضة صدور قرار بحظر بناء المساجد تزداد بين الناس، لاسيما عندما نتحرك باتجاه يمين الطيف السياسي. حقيقة أن أقل من ثلث اليهود الإسرائيليين تعارض بناء المساجد تؤكد أنه من وجهة النظر الإسرائيلية فإن هناك إمكانية لوجود تفاهمات بين سكان إسرائيل من اليهود والعرب في الأمور الدينية وليس السياسية. وتعتبر هذه النتائج مثيرة جداً من الناحية السياسية حيث تؤيد المعلومات السكانية الأخرى، حيث أن قرابة 92% من القوميين المتدينين يعارضون التضييق على المسلمين في شعائرهم الدينية أو منعهم من بناء المآذن. أما أعضاء يهود التوراة فقد عارض 68% منهم الحظر ويليهم أعضاء ميريتز. أما الأحزاب السياسية الرئيسية الثلاثة، الليكود وكاديما والعمل فقد عارضوا حظر بناء المساجد، وإن كانوا بنسبة أقل من الأحزاب الأخرى، حيث بلغت نسبة المعارضين 43% لكاديما و42/ لليكود و41% للعمل. وتطرق الاستطلاع لآراء الناس من حيث الجنس والسن، حيث أكد 43% من الرجال موافقتهم على القرار، بينما انخفضت النسبة لدى النساء إلى 22% فقط. كذلك أيد 38% من أصحاب الشريعة العمرية التي تتراوح بين 45 – 54 سنة صدور القرار وانخفضت إلى 34% لمن هم بين 18 – 24 سنة و33% لمن هم بين 55 – 64 سنة مقارنة بنسبة 18% فقط للشرائح السنية بين 35 – 44 سنة. وفي رد على سؤال حول ما إذا كانت نتائج الاستطلاع الذي أجري العام الماضي في سويسرا قد أدت إلى تغيير رأيهم في الشعب السويسري، أجاب 37% من المستطلعين بأن رأيهم لا يزال على ما هو عليه، وأشار 25% إلى أن فكرتهم عن سويسرا كانت إيجابية أكثر، و19% قالوا إن فكرتهم كانت سلبية أكثر. وكان معهد كيفون قد أجرى الاستطلاع عن طريق الهاتف وشمل 500 عينة، وتم أخذ العينات في أواخر ديسمبر من العام الماضي، وتبلغ نسبة الخطأ -/+ 4.5%