تابعت كغيري بطولة أمم أفريقيا والتي كسبها المنتخب المصري الشقيق بكل جدارة , تابعتها هذه المرة بعين الناقد , ووجدت أنه من حسن حظ منتخبات دول مجلس التعاون أنها لم تكن ضمن هذه المجموعة النارية , حيث حالت مواقعنا الجغرافية بيننا وبين ذلك , ولو كنا كذلك , لظل لاعبونا يشاهدون البطولة من غرف نومهم , أو من على كراسي المقاهي. انظروا إلى تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم لمنتخباتنا , وانظروا إلى مؤشر مستوانا الذي بدأ يسجل تراجعاً مخيفاً رغم كل الإمكانيات المتوافرة لاتحاداتنا الرياضية الخليجية , ففي حين أن اللجان المرافقة للأندية والمنتخبات الإفريقية يحثون لاعبيهم على الجد والاجتهاد وبذل قصارى جهودهم لتحقيق النصر ورفع سمعة بلدانهم , يلجأ المسئولون في أندية ومنتخبات الخليج إلى حث لاعبيهم للنصر عن طريق الحوافز المادية ومضاعفاتها في كل مباراة , وحتى هذه الحوافز لم تعد تجدي لتحقيق الانتصار على فرق حافزها الأول سمعة ورفعة أوطانها . جميعنا رأى المنتخب المصري والغاني والنيجيري وما تتمتع به هذه المنتخبات من قوة ولياقة وحسن تكتيك على البساط الأخضر , لكن أكثرنا لا يعرف بأن نفقات تلك المنتخبات الثلاثة في مثل هذه البطولة لا تساوي ( نصف ) نفقات أي منتخب خليجي مشارك في تصفيات كأس آسيا. ( تدلل ) لاعبونا كثيراً , ركبوا ( الفيراري ) و(لامبورجيني ) و ( البورش ) , ورواتبهم أعلى من رواتب ( أعضاء مجلس الشورى ) , وانتقل بعضهم من ( العشش والصنادق ) وسكنوا فيلات حديثة لم يحلموا بها يوماً لولا ( الأمل الخادع ) الذي يعلقه عليهم رؤساء أنديتهم , بينما معظم اللاعبين الأفارقة يأتون إلى الملاعب بالدراجات الهوائية أو عن طريق ركوب المواصلات , ومن الطبيعي أن تسترخي عضلات لاعبينا المتخمين بالثراء , ويستسلموا لضعف اللياقة أمام الفرق المنافسة رغم كل الوعود والحوافز المادية التي تتعدى في أكثر الأحيان مرتب سنة لموظف متوسط . إن المتابع للتصنيف الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا ) سنوياً يلمس التراجع المخيف لمستوى الكرة الخليجية , كما أن الغياب عن المشاركة في بطولة كأس العالم يؤكد حقيقة وسلامة ذلك التصنيف الذي يصفه البعض بأنه ( مجحف ).. وبعد أن كانت المنافسة محصورة بيننا وبين بلدين على الأكثر في آسيا قبل عقد مضى , أصبحنا الحلقة الأضعف بين منتخبات آسيا , وجواز المرور السهل لعبور تلك الفرق للوصول إلى بطولة كأس العالم . أعتقد أن المشكلة تنحصر في عدم التوفيق في الإختيار , فالتركيز للأسف يتم على لاعبين معينين ومن أندية معينة , ولاءً أحياناً , وتعاطفاً في أحيان أخرى , دون النظر للأكفأ والأجدر , ولعل النجاح الذي حققه المصريون كان بفضل إسقاطهم هذه المعادلة , ولذلك برز ( جدو ) الذي شنت الصحافة المصرية حملة شنيعة على المدرب القدير ( حسن شحاتة ) لإختياره للاعب مغمور ك ( جدو ) فانتصر المعلم (شحاتة ) على الصحافة التي كانت تريد ( البديل ) منتمياً لأحد الناديين الكبيرين في العاصمة . فرحتنا بانتصار مصر لاتعادلها فرحة ، والتهنئة لهم من أشقائهم سبقتها التهنئة من القيادة ، لكننا نعول على لاعبينا الكثير ، ونأمل أن تسري فيهم تلك الروح التي تحلى بها لاعبو منتخب مصر الشقيق.