إن مشروع قرار مجلس النواب الأمريكي الذي يستهدف العرب، ويقضي بفرض عقوبات على مالكي الأقمار الصناعية، الذين يسمحون لقنوات فضائية «تبث أفكارًا ذات طابع إرهابي»، ويطلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تقديم تقرير كل ستّة أشهر عن «التحريض على العنف ضد الأمريكيّين في تلفزيونات الشرق الأوسط»، هو بلا شك تصعيد جديد لواشنطن تجاه دول وشعوب منطقتنا العربية. والمضحك المبكي أن يهتم المشرع الأمريكي بوضع تنظيمات لقضايا تتجاوز الحدود الأمريكية، بينما يتغاضي عن تنظيم شؤونه الداخلية التي لا تخلو من الخلل والعيوب. *** وإذا كان هناك بعض تجاوزات من بعض القنوات الفضائية العربية تجاه بعض القضايا الأمريكية، فإن ما يصدر من بعض القنوات الفضائية الأمريكية تجاه العرب والمسلمين يحمل تجاوزات جسيمة في حق الأمتين العربية والإسلامية. وتأتي قناة فوكس الإخبارية (Fox News) كأبرز مثال بين القنوات الأمريكية في التعامل «العنصري»، تُوجه لنا فيها من الاتّهامات ما لم يقله «مالك في الخمر». وتنحاز قناة فوكس بشكل مطلق للسياسات الإسرائيلية ضد العرب، وتتّهمهم بالعداء للسامية، وتربط بينهم وبين الإرهاب. ولا يوجد في المحطة ما يعارض التوجّه الواضح لمناصرة إسرائيل ومصالحها في واشنطن، ولا يوجد عمليًّا مكان في المحطة لمن يخالف هذا الاتّجاه بأي حال من الأحوال. *** وإذا كان الخلاف في المواقف السياسية مبررًا شيئًا ما، رغم ما تقوم به «فوكس نيوز» في كثير من الأحيان من تزييف وتحريف للتغطيات الإخبارية التي تتناول العرب والمسلمين، والتحامل على القضايا العربية، فإن الحرب الشائنة التي تشنها هذه القناة على الإسلام والمسلمين هو أمر لا يمكن اغتفاره. ومازال في هذا الموضوع إضافات قادمة.