بعد النهاية السعيدة لتراجيديا فاطمة ومنصور التي استمرت حوالى خمسة أعوام، أتمنى من وزارة العدل أن تقوم بمراجعة شاملة لبعض الأحكام التي يصدرها بعض القضاة بناء على تقديراتهم الشخصية. والكارثة أن بعض هذه الأحكام قد يؤدي إلى تدمير حياة الأبرياء من الناس كما أنه قد يتسبب في انهيار أسر بأكملها. وهو ما تابعناه من خلال قضية فاطمة ومنصور. إن أي مسلم بسيط يعرف تمام المعرفة أن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله، فما بالك بالتفريق بين زوجين عن طريق المحكمة وبدعوى عدم تكافؤ الأنساب؟! إنني أتمنى أن يكون حكم المحكمة العليا بنقض حكم التفريق الذي صدر بحق الزوجين، مقدمة لرفض النظر في مثل هذه الدعاوى التي هي فضلا عن عدم إنسانيتها، فإنها تحتوي على قدر عظيم من التخلف الفكري والحضاري. والأسوأ من ذلك أنها تناهض روح الدين نفسه. إنني أناشد معالي وزير العدل بأن يعمل على إعداد مشروع لإعادة النظر في الأحكام الخاضعة بالكلية لتقديرات القضاة، وبدلا من ذلك أقترح أن يتم تدوين بنود قانونية يجتمع عليها كبار القضاة والعلماء والمحامين ورجال القانون في البلاد حتى لا تصبح حياة الإنسان السعودي ومستقبل الأسرة السعودية خاضعة بالكامل للتقديرات التعسفية والأمزجة الشخصية. لقد دافع الثنائي فاطمة ومنصور عن حقهما وحق أولادهما في ملحمة بطولية تستحق أن تخلدها الذاكرة الجمعية. والحق الحق فإنني اشعر بالفخر لوجود نماذج سعودية على هذا القدر من الإيمان والإرادة. لو كنا في زمن غير الزمن لتحولت حكاية فاطمة ومنصور إلى ملحمة حب شعبية.