قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت : من هؤلاء ياجبريل؟ قال : هؤلاء الذين يقعون في لحوم الناس وأعراضهم ) هذه الصورة وهذا المشهد كثر وزاد ، بل ولاأبالغ إذا قلت أنه صار فاكهة المجالس فهذا يذم حال فلان والآخر يذم سيارة الآخر وثالث يذم شكل فلان وقس على هذه الأمثلة أمثلة عديدة والله المستعان ، وقال سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام : ( أتدرون ماالغيبة ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : ذكرك أخاك بما يكره 0 قيل : أفرأيت إن كان في أخي ماأقول ؟ قال : إن كان فيه ماتقول فقد إغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته ) ، فلماذا أخي القارىء لاتكن في المجالس كالبلسم ، فلاتذكر أحد بأي شر أو نقص ، وعليك بمغالبة نفسك وإلجام نفسك ، وتعويده قول كل طيب من الكلام ، ولاتسمح لأحد أن يغتاب أحد في المجالس بسوء ، بل ذب عن عرضه ، وإسمع لتلك البشارة النبوية : ( من ذب عن عرض أخيه بالغيبة ، كان حقا على الله أن يعتقه من النار ) حتى وإن أغضب فعلك هذا الحاضرين من حولك فلاتأس لهذا ، فإنهم عما قريب سيحفظوا لك طيب فعلك وحسن صنيعك ونبل أخلاقك ، قال أحد الصالحين : لولا زلات الدنيا وعثراتها لوردنا الآخرة مفاليس ، ولعل من سوء صنيع المغتاب أنه يهدي حسناته للناس وهو غافل لاه لايدري ، ولعل في قصة الحسن البصري مايؤكد هذا الكلام فقد تنامى إلى سمع الحسن البصري أن فلانا من الناس يغتابه في المجالس ، فأرسل له طبقا من أطايب التمر وقال : قولوا له أهديت لنا الحسنات وأهدينا لك التمرات ،، اللهم إنا نسألك أن تجعل مجالسنا خالية من اللغو والغيبة وكل سيء من الأخلاق والأقوال وأن تجعل مجالسنا شاهدة لنا لاشاهدة علينا في يوم الحساب 00