تعقيباً على مقال الأستاذ الفاضل محسن علي السهيمي يوم أمس حول ما أثاره عما بعثته التقنية لدينا من أفكار انقسامية تمثلت في المنتديات القبلية وأننا نعود لإحياء هذه النزعات بالنفخ في هذا الجمر الذي سكّنته وحدة الوطن القائمة،اتفق معه في المفهوم العام فيما ذهب إليه ولكن هذا الانجراف التقني على الشبكة يجب علينا أن نواكبه وإلا أصبحنا نجدف ضده والمنتديات ( القبلية) ربما انشأ الكثير منها على أساسها الأوحد الهش وهو التفاخر المتعالي وبالإمكان إحداث نسبة كبيرة منها تقوم على هذا الأساس وهذه مشكلة تقع على عاتق مؤسسي هذه المنتديات الذين كان مبتغاهم اسم القبيلة يتموج ويتلألأ في أعلى المتصفح وهذا يسهم بطريقة أو أخرى في إشعال حروب متعددة على خيوط الشبكة. ولكن المواكبة التي أشرتُ إليها تضعنا مواجهة كبيرة أمام موائد تثقيفية تحتضنها المنتديات ( القبلية) وغيرها لا تخضع لأدنى درجات المراقبة وأمانة الإدارة تغذي من مستهلكات المواضيع عقل القارئ والمتابع حزم ثقافية خاطئة وقاتلة، ولذا فأسبقية تأسيس منتديات قروية أو لمنطقة معينة تشمل عدة قبائل وقرى يكون هاجسها الأول المادة الثقافية الصحيحة التي تقدم من الأعضاء وتمر بعين الإدارة والتي تُعنى بالجانب الصحفي للقرية بإبراز تجارب مبدعيها والالتقاء بكبار السن فيها ذوو الخبرة التعليمية أو العسكرية وخلافهما وأهل الهواية والإبداع وتُنشأ روابط تواصلية عبر أخبار القرية وأهلها واحتضان المتغربين عنها في هذا التجمع الصحي الثقافي حيث لا تتجاوز أقسام القرية من أقسام المنتدى العامة 15% كل هذا هو من المواكبة التي تجبر المثقفين على أسبقية تأسيس تلك المنتديات وإلا لحضر أصحاب أسماء القبائل المتموجة والمتلألئة للسفر للماضي واستجداء مفاخر القبيلة. هناك تجارب عملية قليلة لمثل هذه المنتديات تتخذ من المهنية واحترام القارئ وما يقدم له ولكنها أيضاً تجد جفافاً تفاعلياً مع المادة المقدمة فزائر المنتديات القبلية تعوّد تلك الحروب واللمز والتصريح ضد القبائل الأخرى وإذا لم يجد حاجته تلك ترك هذه الساحة وبحث عن ساحة أسخن، ومن خلال تجربتي الشخصية بإدارة منتدى يقوم على ما ذكرت آنفاً من جو قروي ثقافي صحي لمدة تفوق السنة والنصف أجد تقدماً في وعي معنى المنتديات القبلية المهنية التي تصافح بين الماضي والحاضر والمستقبل بأيدي حب وتعلم وتسامح واحترام.