تستقبل المملكة طوال العام أعدادا كبيرة من السياح الأجانب الذين يتوافدون على المواقع التراثية بأعداد كبيرة، ويقومون بجولات في أرجاء البلاد ويشاهدون الأعمال الفنية والتراثية المتواصلة التي تنتشر في جميع المناطق، ويمثل المهرجان الوطني للتراث والثقافة ركيزة جوهرية في الحفاظ على الهوية من جهة، والتذكير بعناصرها الثقافية وبما تتضمنه من تقاليد وعادات وقيم تراثية من جهة ثانية. حيث تجد جميع انواع التراث إضافة للقطع والعملات القديمة والصور الفوتوغرافية النادرة التي توثق لجزء هام من تاريخ الدولة. حراك ثقافي وقد عبّر الكثير من الزوار من مختلف الجنسيات الأجنبية عن إعجابهم بما لمسوه من حراك ثقافي فاعل في المملكة وخصوصا مهرجان الجنادرية وبما يضمّه من مقتنيات تراثية وفنية تمثل العديد من الحضارات المعروفة. فضلاً عن إعجابهم بالدور الذي تلعبه الهيئة العليا للسياحة في الحفاظ على التراث وابرازه بصورته الحقيقية. في البداية يقول محمد السعد إن المهرجانات التراثية والثقافية مثل الجنادرية وغيره من المهرجانات التي يستعد الكثير للحضور اليها من اجل معرفة تاريخ المملكة وتراثها العريق وخصوصا من الاجانب، حيث يتجولون في أرجائه ويتعرفون على البيوت الاثرية ويطلعون على الآثار القديمة في المتاحف الأثرية والتي يتوقف عندها الوفود كثيرا استغرابا من بعض المقتنيات القديمة وتاريخها، كما يقوم الاجانب بتناول المأكولات الشعبية، حيث يبدون إعجابهم بالمأكولات الشعبية وطريقة تحضيرها. العرضة والسامر ويقول محمد ال ناجم: إن العديد من الأجانب يتعرفون على الفنون الشعبية من خلال تلك المهرجانات والمناسبات، حيث تجد البعض منهم يقوم بأداء العرضة السعودية والبعض منهم يبدي إعجابه بالسامر كما ان البعض الآخر يقوم بتجربة العزف على الربابة في بيت الشعر الجوفي المشارك بالمهرجان، ومعرفة طريقة العزف عليها، كما يقومون بالتقاط الصور التذكارية نظراً لتميزها كآلة عزف. مواقع أثرية والتقينا أحد الزوار الأجانب من بريطانيا، حيث عبر عن إعجابه بما تقوم به هيئة السياحة في العمل مع الجهات الرسمية والمجتمعات المحلية في سبيل المحافظة على المواقع التراثية، وقال: إن المملكة غنية بالتراث والعالم سيستفيد كثيراً من هذه الثروات التي تمتلكها المملكة. أما الزائر الفرنسي والذي زار قرية ذي عين الاثرية بمنطقة الباحة فقد انبهر بأنماط البناء والمواد المستخدمة في المواقع التي شاهدها هو وزملاؤه لتظهر التحديات الكبرى في المحافظة على هذه المواقع التراثية. وأشار قائلا: انني شاهدت تراثا كبيرا فاق كل ما تصورته، خصوصاً وأنا أرى أنشطة المحافظة والترميم والتنمية تتحرك بتواز في عدد من مناطق المملكة. اقتناء التراث ويقول عبدالله الكناني ان الزوار الاجانب يحبون الاطلاع على جميع مقتنيات التراث، بل نجدهم في بعض الاحيان يحرصون على شراء القطع الثمينة كذكرى والبعض منهم يقوم بلبس بعض ملابس التراث واداء العرضة ونجد الاقبال الكبير منهم لمعرفة التراث بكافة انواعه. ويقول العم محمد السالم أن الاسواق الشعبية تجذب العديد من الأجانب السياح، حيث تشتهر هذه الاسواق الشعبية بعرض الحرف اليدوية القديمة التي امتهنها الحرفيون السعوديون، وبيع التحف والقطع الأثرية والملابس والأواني القديمة بجانب مختلف أنواع الأكلات الشعبية والتي تمتاز بها كل منطقة في المملكة عن الأخرى، وقال إن الأمريكيين أكثر فئات المقيمين إقبالا على التراث يليهم الكنديون ثم البريطانيون فالفرنسيون .