*كثيراً ما يحدث أن يتعثّر المرء في طريق تحقيقه وتطبيقه لبعض المفاهيم والمبادئ التي يؤمن بها. فتجده مثلاً يفسد أمراً كان ينوي أن يصلحه، ويورّط نفسه أو غيره في مشكلة كان يريد في الواقع الخلاص منها. وقد يشعر بالفقد والخسارة وهو يسعي إلى الشعور بمتعة العطاء والبذل. وكل ذلك وغيره من المواقف التي قد تنقلب نتائجها إلى عكس ما أراده المرء تعود في الواقع إلى حقيقة أن الإنسان بحاجة إلى أن يفهم نفسه أولاً.. ويعرفها معرفة جيدة فعلى المرء كي ينجح في تحقيق ما يصبو إليه وتطبيق مبادئه أن يحب نفسه أولاً، لأنه لن يستطيع أن يحب غيره إلاّ بقدر ما يحبّ نفسه. وأن يكون على صلة متينة بعالمه الداخلي قبل أن يتواصل مع العالم الخارجي. كما عليه أن يعرف نفسه حتى لا تصعب عليه معرفة الآخرين وأن يكون قبل أن يصير، ويتعلمّ قبل أن يعلّم، وأن يؤمن بحقيقة أن إصلاح العالم يبدأ بأن يصلح نفسه أولاً. وأن نشر السلام والانسجام لا يتحققّ إلاّ بعد أن يكون هو منسجماً مع نفسه، يحيا بسلام معها. وأنّ العالم لن يتسع إلاّ إذا اتسعت آفاقه هو. إنّ النجاح في تطبيق المبادئ وإثبات المفاهيم وترجمة الأفكار والمشاعر على أرض الواقع يبدأ من تثبيتها في النفس. فابدأ بنفسك. *بعض الناس يشكون من تحقير الآخرين لهم، وسخريتهم منهم.وينسون أنهم من وضعوا أنفسهم في هذا الموقف وسمحوا للآخرين أن يسخروا منهم. فالحقيقة تقول: إنه لا أحد يستطيع أن يقللّ من شأنك دون موافقتك. والموافقة تأتي دائماً من نظرة المرء إلى نفسه ومن مفهومه لذاته، ومن الصورة التي يرسمها لنفسه أمام الآخرين. فإن كنت تعاني من نظرة الآخرين لك التي تجعلك أقلّ شأنا فالحلّ بين يديك. لا تقلل من قدر نفسك، واخرج من الدائرة الضيّقة التي خططتها بنفسك لنفسك.تحرّر من مفهومك لذاتك، واعلم أن الصورة التي تكون عليها هي صنعك دائماً. فإن كنت تشعر بأنك عاجز عن فعل شئ ما أو عن تحقيق نجاح ما..فاعلم أنك من قيّد نفسه. وإن احتقرك شخص ما أو سخر منك فثق بأنك من منحه الفرصة لذلك. لذا عليك أن تعيد النظر إلى نفسك وتبدأ بتمثيل دور الشخص المهم الذي تريد أن تكونه.. وستكونه بإذن الله. *الكثير منّا يشعر بأن بداخله طاقات جبّارة لم تستغل، وبأفكار مدهشة لم يعبر عنها بعد..وبأحلام عريضة وجميلة لكنها لا تتحقّق. ويأخذنا الإحباط بزورقه إلى جزر اليأس حيث نظلّ نتسخّط على الظروف، وتظل ّ الحسرة تنهشنا بفكرة أن الحظ يجانبنا وأن الحياة تعاكسنا. لكننا لوغيّرنا بوصلة التفكير نحو الجهة الأخرى للحقيقة لعرفنا أن الحياة لا تعطي الأفضلية لأحد . وأن الظروف لا تتربّص بنا، وأن الإنسان قادر - بإذن الله - على الوصول إلى ما يريد لو عرف كيف يزرع بذرة ما يتمنّاه في نفسه. فإن كنت ممن يعاني من تلك الأحاسيس فاعلم أن الظروف ليست ما يقف في طريقك، ولا الحاجة إلى النقود أو الفرص المواتية. بل أنت نفسك .. وموقفك من الحياة والأشياء. فقبل أن تتسخّط على الظروف وتعادي الحياة غيّر موقفك وابدأ بنفسك طاردا السلبية محققا الإيجابية في تفكيرك ورسمك للخطط .. عندئذ ستجد أن كل شيء - بإذن الله - قد تغيّر.