خبر مفرح في زمن لم نعد نسمع فيه إلا أخبارا غير سارة بل محزنة ومؤسفة .. نشر في جريدة المدينة – مدعماً بالصورة – ومفاده أن 800 طالب ثانوي من 40مدرسة في مكةالمكرمة شاركوا في تنظيف ساحات الحرم المكي الشريف، وأن هذا يحدث للعام الثالث على التوالي من خلال برنامج يقام خصيصاً للمساهمة في العناية بالحرم ، وقال المشرف على البرنامج أنه يهدف لغرس العديد من القيم في نفوس الطلاب المشاركين ومنها تقدير الأماكن المقدسة والعناية بها ، وكذلك غرس مبدأ العمل التطوعي في نفوس المشاركين والعمل التعاوني وتنمية الإحساس بالمسئولية وتنمية الانتماء للوطن ، مشيراً إلى أن البرنامج الذي ينظمه قسم النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام يتضمن توزيع المهام بين المدارس المشاركة خلال عشرة أيام موزعة على مدار الأسبوعين وهي المدة المقررة لتنفيذ فقرات البرنامج حيث يتواجد يوميا 40 مشاركا تقريباً مع وجود مشرف عليهم ، حيث تتولى مجموعة نظافة صحن الطواف والحجر والشاذروان من شطف ومسح وكنس وتعقيم فيما تتولى مجموعة أخرى نظافة وكنس سجاد الصلاة وتنظيف المرافق الهندسية المعمارية مثل الأعمدة كما تتولى مجموعة غيرها مهمة مسح وترتيب المصاحف.. ما أجملهم وهم حفاة ينظفون بيت الله . أتمنى أن يتم تعميم البرنامج على كل المدارس وفي جميع المراحل الدراسية وفي كل مدن المملكة ، خصوصا في مكةوالمدينة - لوجود الحرمين - وأن توضع برامج مستقبلية تشارك فيها الطالبات لتنظيف القسم النسائي في مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم، لما في ذلك من جوانب كثيرة رائعة تؤثر على نفسية وشخصية الطالبة بشكل إيجابي وتحقق منافع عديدة للمجتمع .. ولينالوا الشرف كما ناله 800 من طلاب مكة . فقد أثبت شباب وشابات بلادنا أنهم قادرون ومتحمسون للعمل التطوعي - وما كارثة سيول جدة منا ببعيد والتي تطوع فيها آلاف منهم ، وتسابقوا في الخير بل وسبقوا جميع الهيئات والمؤسسات المجتمعية وحتى الحكومية – فهلا منحنا شبابنا فرصة التمتع بقيمة العطاء وتشجيعهم بإتاحة الوسائل التي تمكنهم من ذلك . ولا يقتصر الأمر على تنظيف الحرمين – وإن كان فيه أجر عظيم – لكن أن يمتد لكل مرافق حياتنا ومدننا ، ولدي ثقة تامة بأنهم سيحققون نجاحا باهرا . ومن هنا أنادي بفتح باب العمل التطوعي بشكل أكبر ومنحه كل المساندة المطلوبة وعدم الوقوف بوجه أي مشروع تطوعي لأسباب بيروقراطية أو غيرها . إن الدول المتحضرة تعرف بمدى انتشار العمل التطوعي فيها وتحقيقه لإنجازات هامة لايمكن لأي جهة رسمية أن تقوم بها مثله .