قال الضَمِير المُتَكَلِّم: أحد الإخوة بعث برسالة إلكترونية اسمحوا بعرضها دون إضافات: يقول: نحن أبناء الوطن بالولادة، حيث ولدتنا أمهاتنا هنا في أرض الخير والعطاء المملكة العربية السعودية؛ فنحن وأسرتنا نقطن فيها منذ أكثر من 50 عامًا، ودرسنا فيها، وتخرجنا من جامعاتها، نحبها، ولا نعرف وطنًا غيرها، ولا نستطيع العيش خارج ترابها، عروقنا تنبض بعشق ترابها، وعبق طفولتنا معجون بثراها الطاهر، فنحن أبناء مملكة الإنسانية بكل الاعتبارات الإنسانية والدينية والعرفية!! ومع ذلك كله معاناتنا كبيرة.. أقسم بالله واقعنا مؤلم، ويدعو للشفقة.. فالأسرة الواحدة بعض أبنائها كان من السابقين المحظوظين، فنال شرف الجنسية، فهم لهم كافة حقوق السعوديين، وآخرون من الأسرة نفسها كانت الأنظمة والقوانين الجديدة عقبة في طريق حياتهم، فأصبحنا مثل العمالة الوافدة مطالبين بالإقامة، والكفيل، أو الترحيل عند أي خطأ، ولو كان مخالفة مرورية! والترحيل لست أدري إلى أين؟! أخي مثلاً يحمل الجنسية، ويعمل مدرّسًا. أمّا أنا فرغم ولادتي هنا، وتخرجي في جامعة أم القرى، إلاّ أني محروم من بلدي الذي لا أعرف غيره. تصوّروا كلانا نعيش في بيت واحد؛ ولكن حياتنا مختلفة، ومتباعدة بُعْدَ المشرق والمغرب! والسبب الجنسية، هذا النظام البشري!! ومن العجيب أننا نعامل في أنظمة الإقامة والكفالة والتجديد معاملة الوافد الجديد، الذي يدخل هذه البلاد للمرة الأولى، وهدفه المكسب المادي، وتحويل العملة الصعبة إلى بلده!! فنرفع استغاثة حَرّى للمسؤولين لإعادة النظر في هذه الأنظمة، وأن نحصل على الجنسية؛ أو على الأقل تكون لنا ميزات ومعاملة خاصة؛ فنحن مثل السمك، لو خرجنا من بلادنا السعودية نموت؛ لأن فيها تاريخنا وأحلامنا، ومستقبلنا، ونقسم بالله نحميها بأرواحنا ودمائنا. قال الضمير المتكلم: رسالة أخينا لا تحتاج إلى إضافة، أو تعليق؛ فهي نابضة بحب بلادنا، والخوف من فراقها، ويكفي أن نرفق منها صورة مع التحية للجهات المختصة؛ للنظر في أحوال هؤلاء، والتخفيف من قيود وشروط الجنسية؛ فهي الآن تعجيزية!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة.