الدكتورة نور حسن قاروت، عميدة الدراسات الجامعية للطالبات بجامعة أم القرى، رغم هذا المنصب الهام، إلا أن لها العديد من الأنشطة الأخرى التي وضعت بصماتها عليها. فهي الداعية الإسلامية الفاضلة ذات المنهج والأسلوب المتميز في الدعوة.. كما اختارت كتاب الله الكريم والسنة النبوية المطهرة مجالاً لدراستها وأبحاثها، وهي الشخصية الاجتماعية الرائدة ذات الجهود المميزة. التقتها “المدينة” فامتد حوارنا معها ليشمل أنشطتها الاجتماعية وعملها الجامعي، وجوانب أخرى مما تتميز به الدكتورة قاروت.. وفيما يلي نص الحوار.. ** كيف تلقت د.نور خبر تعيينها عميدة للدراسات الجامعية للطالبات بجامعة "أم القرى"؟ وهل كان مفاجأة بالنسبة لها؟ - نعم.. حيث صدر قرار التفرغ العلمي لي، وكنت أجهز نفسي وأخطط للبحث في "الوقف الجماعي" وأصبت بخوف وقلق، وتشاورت مع زوجي وأبي وأمي، ولم يوافقني أحد على الاعتذار. ولو طلبوا مني الاعتذار لاعتذرت. ** كيف ترين هذا المنصب المهم. أو بمعنى آخر هل يفزعك تحمل مسئولية هذا الكم الهائل من الطالبات وعضوات هيئة التدريس والموظفات؟ - نعم بالتأكيد.. حتى في أوقات عصيبة أجدني أردد: متى ينتهي هذان العامان على خير، وتكون كل أعمالي صالحة ولوجه الله. ** شخصيات أثرت في حياة د.نور العلمية والعملية؟ - على رأس هذه الشخصيات رسولنا العظيم، صلوات ربي وسلامه عليه، ثم الإمام البخاري -رضي الله عنه- من خلال دراستي للدكتوراه، ثم كثيرون منهم الوالدن والزوج وخالي اللواء في الجيش وعمي أحمد عبد الحليم قاروت مؤسس نادي الوحدة رحمه الله، وأساتذة فضلاء مثل د.فاطمة نصيف ود.عائدة الجراح، وغيرهم. ذات البين ** تشغل د.نور رئاسة لجنة "إصلاح ذات البين".. ماذا عن هذه اللجنة وأهدافها ودورها في خدمة المجتمع؟ وهل هناك تجاهل إعلامي لها؟ - معي في هذه اللجنة أخوات فضليات، وهن بحق صفوة في مجتمع "أم القرى"، وللجنة أهداف وبرامج واضحة، وليس هناك تجاهل من قبل الإعلام لأنشطتها ودورها، وسترون بمشيئة الله في المستقبل منها أموراً سوف تسعدكم. ** كيف توفقين بين مهامك الدعوية والاجتماعية والأسرية المتعددة، وبين مسئولياتك كعميدة بالجامعة؟ - من النعم الكثيرة التي أنعم الله بها علي تعاون عدد كبير من المكيات، وهن معي دعاءً ومساندةً وإنابةً وتوكيلاً وتفويضاً. فلله الحمد والشكر. جودة التعليم ** في ظل الدعوات المتكررة نحو تحقيق جودة التعليم الجامعي، وأهمية حصول الكليات والأقسام العلمية على الاعتماد الأكاديمي.. نود أن نتعرف على الخطط والبرامج التي تنوين كعميدة تنفيذها لتحقيق هذا الهدف؟ - نعم نتمنى الوصول إلى الجودة والإتقان..ولكن المشوار لايزال طويلاً. والجودة ببساطة تتحقق في طالبة جامعية تتخرج وفق مواصفات عالية.. وحتى نصل إلى تحقيق هذا الهدف نحتاج إلى تصحيح بعض الأخطاء والتأكيد على جوانب الإجادة والتميز، نحتاج وكيلات للأقسام مثاليات، وعضوات هيئة تدريس متميزات، وإداريات مؤهلات. وسوف يقود مقر الطالبات وكيلات للتطوير والجودة تترأسهن أ.د.نوال ياسين ود.حياة الحربي. ** ماذا عن خطة عمادة الدراسات الجامعية للارتقاء بمنظومة البحث العلمي في الجامعة؟ - هناك جهود كبيرة في هذا الصدد بإشراف د.هوازن لمفون ود.عفت خوقير، وأتمنى أن تصلا إلى ما يخدم مقر الطالبات، وكذلك د.ناريمان نحاس ود.حمده الصبحي وكيلة تطوير المكتبة المركزية. نعم للنقد ** ماذا عن خطة الدراسات الجامعية للطالبات لتفعيل دور الموقع الإلكتروني للجامعة بهدف زيادة نسبة زائريه، على اعتباره واحداً من أهم معايير التصنيف العالمي للجامعات؟ - تشكلت لجنة برئاسة د.رباب البار المشرفة على العلاقات العامة، من أجل هذا الغرض. وهذه اللجنة تحتاج إلى رأي الجميع، فمبدأ الشورى من الأمور التي حضنا عليها الدين، وقد طلبت متابعة جميع ما تكتبه بناتنا الطالبات والتفاعل معه وعدم إهماله، حتى من تبالغ في الطرح.. ولكن أتمنى الشجاعة الأدبية بحيث كل من تُنتقَد أو تَنتقِد تكون صادقة، فالصادق ممدوح عند الخالق والمخلوق. ** ماذا عن البرامج التي تطمحين بتنفيذها لتوثيق العلاقة بين الجامعة والمجتمع. من خلال الإسهام العلمي الفاعل في تبني قضايا المجتمع ومشكلاته وإيجاد الحلول العلمية المناسبة لها؟ - الحقيقة لم أعط هذا الجانب حقه بعد.. وإن شاء الله أتشاور فيه مع سعادة وكيل الجامعة للتطوير وخدمة المجتمع لمعرفة الإطار المسموح به من الإدارة العليا، ومن ثم الإمكانات المتاحة. فأنا مازلت حتى هذه اللحظة مشغولة بالعديد من المشاكل الداخلية لمقر الطالبات، ولله الحمد فالكثير منها الآن في طريقه للحل. طالباتنا الأفضل ** طالبة جامعة أم القرى.. كيف تراها د.نور بعين الأستاذة، ثم بعين عميدة الدراسات الجامعية؟ - هناك طالبات أكثر من رائعات في قسم الشريعة الذي أتشرف بالانتساب إليه كأستاذة، بل أراهن أستاذات وهن طالبات. وأخشى إن ذكرت بعض أسمائهن أن أجحف بحق أخريات. وبعين العميدة، ومن خلال المقابلة الشخصية للمتقدمات قارنت بينهن وبين طالبات الجامعات الأخرى فرأيت بنات "أم القرى" أفضل وبشهادة بقية أعضاء اللجنة، ولعلها بركة مكة. ** ما هي الضوابط التي ترين أهمية توافرها في مواجهة الخروج عن الالتزام الأخلاقي أو الإنضباط السلوكي عند بعض الطالبات داخل الحرم الجامعي؟ - هناك خطوتان مهمتان لابد منهما؛ زيادة أعداد ضابطات الأمن ومرورهن الدوري على تجمع الطالبات الخارجات على النظام، وفتح عيادات نفسية في مركز الدعم الطلابي (مركز التوجيه والإرشاد سابقاً). ** الأنشطة اللاصفية ضرورة ملحة لاستثمار طاقات الطالبات وقدراتهن والكشف عن مواهبهن وتنميتها.. ماذا عن خطط الجامعة في هذا المجال؟ - هناك عدة إجراءات مهمة تم اتخاذها لتفعيل دور هذه الأنشطة ومن بينها إنشاء لجنة عليا للثقافة، والنزول بالبرامج إلى أماكن تجمع الطالبات، واستضافة شخصيات مؤثرة من خارج الجامعة، ومشاركة جميع الكليات في الأنشطة، والبحث عن الجديد والمفيد في هذا المجال.