هتفتْ بك الأشواقُ باغيها أخفيتَها دهراً، فهل تبديها؟ في كل حرفٍ من نشيدك آهةٌ يدعوك في ليل الاسى داعيها هتفتْ بك الأشواقُ إنّ نشيدَها عذبٌ، فغرِّد،واحذرِ التَّمويها فلربَّما تشدُو البلابلُ غُدوةً وتروح تندب في الأسى شاديها تنفي النفوس وذاك أمرٌ واقعٌ فالنفس راجعةٌ إلى باريها ما الخوف أن تَفْنَى النفوسُ، وكلُّ ما نخشاه، أنْ تفنى الكرامةُ فيها نخشى على الإسلام مَنْ يأتي الهدى كذباً، ويقصِد للهدى تشويها غَبْنُ القرون يَبُثُ في أعماقه أحقادَهُ فيظلُّ يستجديها يا غارقاً في حقده ويريد أنْ يَبني الفضائلَ، جلَّ من يبنيها إنْ كنتَ تبغى أنْ تُصيبَ رميّةٌ فاعرف سهامك قبل أنْ ترميها وإذا رُزقْتَ من الحياةِ وجاهةً فارجع لنفسك، كيف صرتَ وجيها فالمسلم المغوار لا يرنو إلى سَقْطِ الحياة وتُرَّهاتِ ذويها