(منهج البحث العلمي هو السبيل الأمثل لتطوير خدمات الحج)، هذا ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة في كلمته الافتتاحية في الملتقى العاشر لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى، هذه القاعدة الذهبية تعمّق المفاهيم التي تؤكد على أهمية التعامل مع المعطيات التنموية؛ باعتبارها من أبرز البواعث التي تسمو بالأداء، وترتقي به في مدارج الكمال لما لذلك من أثر رجعي في عملية بناء الأطر لعمليات البناء المعرفي، وتسديد معطياته، وتكوين تركيبته التخطيطية للمشاريع الإنمائية عبر إستراتيجية تستشرف آفاق التنمية مصاغة بمنهجية علمية تستقرئ كافة المتغيّرات ذات التأثيرات المختلفة التي تحيط بكافة الخدمات، والمتعلّقة بخدمات الحج بالذات. فعندما يوظّف المنهج العلمي في عمليات التنمية والتطوير، فإنه يدفع العقول إلى التحليق الحر في آفاق الإبداع؛ لتعود بإنجازات ثرية تدفع بمكونات الخطط إلى القمة بعيدًا عن النمطية والتقليدية. وليس من بدع القول أن نقول إن التخطيط المتقن الممنهج هو الشعاع الممتد إلى أعماق القضايا والمشاريع التنموية، والذي يُمد قوى التخطيط بالرؤى الفاعلة التي تضيء لها سبل التطوير والنجاح. إن صياغة التنمية والنمو وتطوير الأداء في كافة متغيرات حياتنا العصرية تتطلّب المزيد من الجهود البحثية المنطلقة من المنهج العلمي، سيما أن بلوغ الغايات التنموية، وتفعيل الأهداف الإستراتيجية مرهونة بجهود ودافعية فائقة تنشئ حِراكًا أشد مضاءً ومناضلةً في الرحاب التنموية، والآفاق الحضارية من خلال البحث العلمي الذي ينبغي أن يتغلغل في سويداء المتغيّرات، ويتلمّس معوقات الأداء، ويستلهم ومضات المستقبل، ويصل عبر جسور الأدوات البحثية إلى رؤى ونتاج مؤصل. والأمير خالد الفيصل وهو الإداري الناجح، والمفكر والسياسي المحنّك، والشاعر والأديب الأريب، يضع معهد خادم الحرمين الشريفين -الأكاديمي المنشأ والمنطلق- أمام معادلة علمية تتطلّب المزيد من البحث والدراسة، واستشراف مستقبل ومتابعة الرقي لمستوى الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، برؤية تحقق طموحات قيادة البلاد المباركة، التي تضع هذا الهدف على أول قائمة اهتماماتها ومشاريعها التنموية الطموحة القائمة على مرتكزات الدّين القويم، وتتناغم مع المكانة العلمية المرموقة التي ارتقت إليها جامعاتنا، واستقطبت العالم الصناعي عبر بوابة جامعة الملك عبدالله ومدينته الاقتصادية العالمية، وإلى مزيد من الملتقيات والندوات والمؤتمرات التي تثري الفكر، وتعمل على تحفيز الهمم، واستنفار الطاقات، وتبادل الخبرات، واستثمار المعطيات العلمية، وبلورة الجهود في قوالب علمية وعملية متقنة. وفق الله الجهود، وسدد الخُطا.