وصف الأديب عبدالرحمن الدرعان حال القارئ العربي ب «الحالة البائسة» مقارنةً بالقارئ الغربي، مشيرا إلى أن متوسط القراءة لدى الفرد العربي تعادل ست دقائق للفرد العربي في السنة الذي يقضيها في القراءة، وأن الفرد الغربي يقضي اثنتي عشرة ألف دقيقة، وبهذه الصورة فان كل ثمانين مواطنا عربيا يقرأون كتابا واحدا في العام، وأن كل مواطن غربي يقرأ خمسة وثلاثين كتاباً، وأما المستوطن الإسرائيلي فيقرأ أربعين كتاباً في العام، وهذا يذكرنا بمقولة الإسرائيلي موشى ديان المعروفة عندما قال: «العرب لايقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يحفظون وإذا حفظوا سرعان ماينسون». جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها الدرعان قبل أيام بنادي الجوف الأدبي بعنوان «القراءة وأهميتها في حياتنا» وذلك بمدينة صوير، وقال إن القراءة تفضح حالة التخلف المركب الذي تعاني منه الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، مشيرا للحاجة إلى المراجعة الشاملة لمختلف البنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والتعليمية، مطالبا بعدم فصل أزمة القراءة عن بقية الأزمات التي تعاني منها الشعوب العربية. وأوضح الدرعان أن المدرسة هي من يتعيّن عليها أن تضع المعرفة أعلى سلم أولوياتها وأن تفتح الآفاق أمام الطفل، غير أن العديد مما يحدث داخل هذه المؤسسة لا تقل عندما نصفها بمعتقل يُجهز على ملكات الطفل ونزوع العفو والحرية وينحته تماماً كما ينحت الحجر ليقدمه على هيئة نموذج لها، مشيرا إلى أن الطفل يأتي إلى المدرسة عجينة بيضاء تشكّله على هواها. وأبدى الدرعان امتعاضه كأحد المنتسبين للتعليم من خطط وزير التربية والتعليم السابق عندما كان بصدد تحديث بعض المناهج أن يلجأ إلى جهات خارج الوزارة، قائلا إن أجندة وزارة التربية في عهده كانت في أدراج الآخرين وليست في أدراج الوزير نفسه. المحاضرة شهدت عدة مداخلات منها للدكتور محمود عبدالحافظ الذي قال إن القراءة مهارة استقبال ولكنها مهارة إنتاج، ومداخلة للأديب زياد السالم قائلا إن القراءة أزمة بنيوية تأتي من الاخفاقات. وفي ختام المحاضرة قدم رئيس نادي الجوف الأدبي إبراهيم الحميد درعا تذكاريا للدرعان .