تعرّض الروائي عبده خال إلى انتقاد وهجوم عنيف في المحاضرة التي قدّمها بعنوان «المثقّف والسلطة – الحلاج وفلسفة التصوّف» التي نظمتها جماعة حوار بأدبي جدة يوم الثلاثاء الماضي. حيث عاب عليه الدكتور حسن النعمي رئيس جماعة حوار عدم دخوله في موضوع المحاضرة مباشرة وإسهابه في السرد التاريخي لنشأة الصوفية وابن الحلاج، فيما اعترض الدكتور زيد الفضل على وصف خال للتصوف ب»الفكر» مشيرًا إلى أن التصوّف «منهج إنساني» متسائلاً عن الجدوى من طرح هذا الموضع، وهو ما ذهب بالدكتور عزّت خطّاب للتساؤل عن سبب اختيار المحاضر للحلاج نموذجًا، مما حدا بالدكتور النعمي إلى التنويه بأن النادي هو من اختار الحلاج نموذجًا لدراسة الصوفية معللاً ذلك ب»البحث عن أنموذج حركي مباشر في التصادم مع السلطة لكي تفهم خلفية الفكر المتصوّف». وفي مداخلتها اتهمت الدكتور فايزة الحربي عبده خال ب»الهروب عن جوهر وعمق الموضوع إلى تناول الجانب التاريخي»، قائلة: «كنت انتظر من خال أن يعطينا بعض الأفكار عن الحلاج والتي واجه بها السلطتين السياسية والدينية والاجتماعية». وكان خال قد قدّم في محاضرته أكثر من أربعة تعريفات لمفردة التصوّف، مستعرضًا انتقال الصوفية إلى مذهب أحدث جدلاً سياسيًّا كبيرًا، ومتناولاً شخصية الحلاج بنوع من الدعابة المتهكمة من خوارقه التي تجاوزت درجة المعجزات في المرويات عنه، مشيرًا إلى أن الغزالي أراد تحسين صورة الحلاج فيما هاجمه ابن تيميه وابن كثير، مؤكدًا أن الحلاج كان ضحية للسلطة الدينية لا السياسيّة عند مقتله في عهد الخليفة العبّاسي المقتدر بالله.