ساهم ازدياد الحالات الموجهة لمستشفى الامل بجدة المخصص لعلاج مدمني المخدرات إلى لجوء عدد من الاسر السعودية التي تجد صعوبة في ادخال أحد افرادها المدمنين بسبب طول الفترة الزمنية، إلى طرق ابواب المحاكم لتسريع عملية دخول ابنائها الموضوعين على قائمة الانتظار. وكشف مصدر قضائي بالمحكمة الجزئية في جدة ل "المدينة" عن تعمّد بعض أمهات وآباء المدمنين تقديم شكاوى وهمية لقضاة المحاكم متهمين أبناءهم المدمنين بالاعتداء عليهم بالضرب، وذلك كأحد الاساليب الاحتيالية التي يمارسها هؤلاء الآباء والامهات للحصول على توصية من المحكمة موجهة للجهات المختصة بسرعة ادخال الابن العاق إلى مستشفى الامل ووضعه على اللائحة الاولية للاماكن السريرية الشاغرة بالمستشفى، مضيفا ان هذه الاساليب لم تكن حكرا على جدة وحدها، بل ان العديد من قضاة المحاكم بالمناطق والمحافظات قد واجهوا مثل هذه الاساليب وتم التعامل معها حسب ماتقتضيه الاجراءات النظامية حيال الشكاوى الكاذبة. واضاف المصدر أن آخر القضايا التي نظرتها المحكمة الجزئية في هذا الجانب تتمثل في ادعاء سيدة سعودية بتعرضها للاعتداء من ابنها الذي أقرت بإدمانه للمخدرات وعلى إثر ذلك تمت مواجهة الابن بإتهامات والدته حيث تم الحكم عليه بالسجن والجلد مع التوصية بإدخاله لمستشفى الامل، إلا ان ناظر القضية فوجئ بعد نطقه للحكم بتنازل الام عن ولدها مطالبة بعدم ادخاله للسجن واسقاط عقوبة الجلد عنه واتضح انها تبحث عن توصية لإدخاله إلى المستشفى لعلاجه من الادمان، مضيفا أن الأم اعترفت بأنها تجد صعوبة في ادخال ولدها الذي وضع على قائمة الانتظار نتيجة لكثرة الحالات المحالة للمستشفى. يذكر أن مستشفى الامل بجدة يستقبل فوق طاقته الاستيعابية، حيث تحوّل إليه جميع الحالات من عدة مدن ومناطق لا توجد بها مسشفيات لهذه الفئة مثل عسير، الباحة، ينبع، والمدينةالمنورة وغيرها، ويرتبط مستشفى الامل في جدة بحوالى 29 ادارة لمكافحة المخدرات في مختلف أنحاء المملكة، وهو الامر الذي جعل اصوات المتخصصين وافراد المجتمع تعلو مطالبة وزارة الصحة بالتوسع في افتتاح مستشفيات جديدة بمختلف المناطق والمحافظات لعلاج مدمني المخدرات.