ربطت القاهرة قبولها اعتذار حركة حماس عن مقتل جندي مصري على الحدود مع غزة بتوقيع الحركة على ورقة المصالحة المصرية لإنهاء الانقسام الفلسطيني أولا، فيما أصرت حركة حماس على أن دولا عربية أبدت تجاوباً وتفهماً كبيراً ورفضها التوقيع على الورقة المصرية بصيغتها الحالية، ولكن القاهرة ردت بأنها لم تتلق أى طلب من أى دولة عربية بتعديل الورقة، كما لم تبلغ بأي مساع للدخول على خط الوساطة المصرية. وقال مصدر أمنى مصري رفيع المستوى فى تصريح خاص ل "المدينة" إن ما أعلنه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بشأن تفهم عربي كبير وخاصة من قبل الكويت والسعودية لأسباب رفض حماس توقيع الورقة المصرية قبل تعديلها، «هو كلام غير صحيح جملة وتفصيلا». وأضاف المصدر "كل الدول العربية تدرك أن الورقة المصرية تم التوصل إليها بالتوافق بين كافة الفصائل الفلسطينية التى شاركت فى جولات الحوار الفلسطيني بما فيها حركة حماس ، ولا توجد جدوى أو نية لتعديلها بعد أن فعلنا ذلك أكثر من مرة لتقبل بها حماس"، وأضاف "لا توجد وساطات أخرى فى هذا الملف غير وساطة القاهرة .. ولا علم لنا بأى جهود أخرى سواء من المملكة أو من الكويت". وحول ما تردد بأن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس طلب لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برعاية كويتية .. قال المصدر "ليسأل فى هذا الأمر الرئيس الفلسطيني أو خالد مشعل .. أما القاهرة فلا علم لديها بهذا الأمر". وقال إن "ملفي الحوار الفلسطيني وصفقة تبادل الأسري لازالا مجمدين والشيء الوحيد الكفيل بتحريكهما هو أن تتعاطى حماس إيجابا معهما سواء بتوقيع الورقة المصرية، أو أن تكون هناك مواقف متقاربة بين تل أبيب وحماس بشأن صفقة تبادل الأسرى". وأضاف المصدر أن القاهرة تلقت “أكثر من طلب من قبل مشعل بزيارة القاهرة لتقديم الاعتذار (عن مقتل جندي مصري على حدود غزة)، إلا أننا رفضنا مجيء أى وفد من حماس واشترطنا عليهم أولا التوقيع على الورقة المصرية وهو موقف نهائي لا رجعة فيه، فإذا جاؤوا فليوقعوا على الورقة ، ثم نجلس بعد ذلك لتلقى الاعتذارات ونناقش أى مسائل أخرى". من جهته أكد عزت الرشق القيادي فى حماس أن الحركة لقيت تجاوبا من العديد من الدول العربية خلال الجولة التى قام مشعل مؤخرا، وقال الرشق ل"المدينة" عبر الهاتف إن البلدان التى قام الأخ خالد مشعل بزيارتها أكدت تفهمها للأسباب التى دفعت حماس إلى عدم توقيع الورقة المصرية لتعرض الورقة لتعديلات كبيرة تتنافى مع ثوابت الحركة وهو ما لم ولن تقبله الحركة. فيما قلل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد من أهمية دعوة مشعل للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس تمهيدا لتوقيع اتفاق المصالحة في القاهرة. ووصف الأحمد حديث مشعل في الملتقى العربي والدولي لدعم المقاومة للقاء الرئيس عباس بأنه "مناورة" وأضاف "إذا كانت حماس صادقة في رغبتها لإنهاء الانقسام فعليها أن توقع الورقة المصرية ، ونحن في فتح على استعداد للجلوس معها بعد 5 دقائق من التوقيع"، وأكد الأحمد أن ملاحظات حماس على الورقة المصرية ملاحظات "هامشية وليست جوهرية". كما نفى الأحمد وجود أي طلب كويتي رسمي للقاء بين عباس ومشعل، وقال "لا علم لنا بأي مسعى كويتي للقاء بين عباس ومشعل، وأؤكد أنه لا صحة لهذه الأنباء".