جاءت موافقة المليك على تمديد وتمويل فترة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لمدة (خمس سنوات) قادمة اعتباراً من العام المالي 1431 – 1432ه تجسيدًا لاهتمامه -حفظه الله- بدعم وتطوير التعليم والنهوض برسالته لترسيخ دولة الإيمان والعلم التي وضع أساسها القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- حتى أصبحت تشكل في الوقت الراهن سمة بارزة للتجربة السعودية في البناء والنماء والتطوير حيث أصبح الإعداد الأمثل لأجيال الغد وبناة المستقبل الهاجس الأكبر الذي يشغل بال القيادة السعودية في مرحلة النهوض الشامل التي تحياها المملكة والتي تعنى بشكل خاص ببناء الإنسان السعودي وإعداده وتأهيله وتسليحه بسلاح العلم والإيمان لصنع التقدم المنشود الذي يلبي تطلعات القيادة وطموحات المواطن للعبور بالوطن من طور الدول النامية إلى مصاف الدول المتقدمة علمًا وتقنية واقتصادًا. ما يلفت الانتباه أن هذا الأمر السامي الكريم جاء بعد يوم واحد من صدور الموافقة السامية على إلحاق الطلاب الدارسين في الجامعات والكليات الأهلية في الدول العربية على حسابهم الخاص بالبعثة التعليمية وأن تتحمل الدولة الرسوم الدراسية ل 50% من أعداد من يقبلون سنويًا في الجامعات والكليات الأهلية لمدة 5 سنوات. وهو ما يعني اندفاع قاطرة التعليم العالي السعودي بأقصى سرعة نحو محطة التنمية المستدامة وبأقل وقت ممكن، وما يعني أيضًا أن القيادة معنية بالدرجة الأولى بإيجاد قاعدة عريضة من الموارد البشرية المؤهلة بشكل فاعل لكي تصبح منافساً عالمياً في سوق العمل ومجالات البحث العلمي ورافداً مهماً في دعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة من أبناء الوطن وتفعيل دورها الحضاري في خدمة وبناء الوطن والمواطن والسير بهما قدمًا نحو آفاق المستقبل الواعد في ضوء توجيهات قيادتنا السامية الرشيدة. هاتان البشارتان اللتان زفهما المليك المفدى لأبنائه من شباب وفتيات الوطن يتطلب تلقيها بقدر كبير من المسؤولية وبذل كل ما في وسعهم لإثبات جدارتهم بالثقة الملكية الغالية والآمال المعقودة عليهم.