حتى وقت كتابة هذه السطور فإن الأرقام الرسمية تقول بأن ما بين 40 إلى 50 ألفا سقطوا قتلى نتيجة الزلزال الذي ضرب هايتي والذي بلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر. بعض المصادر ومن ضمنها مصادر رسمية في جمهورية هايتي نفسها، تشير إلى أن المحصلة النهائية قد تبلغ مئات الآلاف من القتلى نتيجة هذه الكارثة الطبيعية المدمرة. ورغم أن مأساة هايتي ناتجة عن كارثة طبيعية مدمرة إلا أن مثل هذه الكوارث الطبيعية تحدث دون أن تخلف وراءها ولو قتيلا واحدا في الدول الغنية كالولايات المتحدة مثلا. إن هذا العدد المهول من القتلى لم يكن ليسقط بسبب الكارثة الطبيعية وحدها، وإنما بسبب الحالة البدائية التي تتميز بها البنى التحتية في هايتي. وهو شيء طبيعي إذا ما عرفنا أن هذا البلد هو واحد من أفقر بلاد العالم. في تقرير تناول هذه النقطة بالتحديد نشر موقع الجزيرة نت تقريرا إخباريا جاء فيه: (جمهورية هاييتي الواقعة بمنطقة الكاريبي تعاني مما يوصف بأسوأ مستويات الفقر بنصف الكرة الغربي. وقد حولت حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي المستعمرة الفرنسية التي كانت غنية ذات يوم إلى دولة تعانى من الفقر المدقع). ويضيف التقرير: (ويعيش نحو 80% من السكان الذين يربو عددهم على تسعة ملايين نسمة على الهامش وبأقل من دولارين أميركيين يوميا). في بلد فقير كهذا من الطبيعي أن تخلف (الكوارث الطبيعية) هذا العدد الهائل من الضحايا. [email protected]