تعاني صناعة الأثاث المحلي في المملكة العربية السعودية من صعوبات عدة، أبرزها غياب المعلومات والمسوحات الميدانية عن حاجات السوق واتجاهاتها ورغبات العملاء وميولهم، إضافة إلى عدم توافر المصممين والرسامين المحترفين ما دفع بعض المصانع المحلية لممارسة التقليد في منتجاتها الأمر الذي أثر سلباً في جذبها للعملاء مقارنة بالمفروشات المستوردة. محمد العكاسي “صاحب محل للأثاث و المفروشات” في أبها يقول إن غياب التخصص في صناعة المفروشات المحلية، أسهم بدوره في إبقاء هذا القطاع قيد التكوين رغم انطلاقته قبل أكثر من عقدين من الزمان، مشيرا إلى أن المصانع والورش المحلية تصنع جميع أنواع الأثاث والمفروشات مع أن بعضها غير مهيأ لصناعة أكثر من نوع واحد أو اثنين. و أضاف ماجد عبد الهادي “صاحب محل لبيع السجاد بأبها”: إن هناك شركات عالمية كبرى تتخصص في صناعة أنواع معينة بحيث تتخصص شركة في صناعة الطاولات وغرف السفرة، وأخرى في صناعة غرف النوم أو الكنب والمجالس، وتتخصص شركات في صناعة المكاتب وحاجاتها بمعزل عن صناعة الأثاث المنزلي. اما نايف القحطاني “صاحب مصنع جبس في خميس مشيط” فطالب بإنشاء أكاديمية متخصصة لإعداد كوادر وطنية من الشباب والشابات، تقوم بدورها تجاه القطاع الذي يعاني من العمالة الوافدة غير المتخصصة التي تمارس المهنة بشكل عشوائي. هذا و تشير الدراسات و التقارير إلى أن حجم سوق الأثاث والمفروشات في السوق السعودية أكثر من 4 مليارات ريال أي ما يعادل 1.06 مليار دولار يشكل حجم مخرجات مصانع وورش الأثاث منها أكثر من 50 في المائة عبر 66 مصنعاً تصل مبيعاتها السنوية إلى نحو 1.339 مليار ريال، وهي موزعة على 42 مصنعاً في المنطقة الوسطى، و11مصنعاً في المنطقة الغربية، و12 مصنعاً في المنطقة الشرقية، ومصنع واحد في المنطقة الشمالية، و إن سوق العمل السعودية تحتاج في المرحلة المقبلة إلى متخصصين من الشباب والفتيات في مجال المفروشات والديكور والأثاث و أن صناعة الأثاث المحلية تعاني صعوبات عدة، منها ضعف التسويق أمام المنتجات المستوردة التي تحظى بحملات ترويجية نشطة طوال العام في مختلف وسائل الإعلان، إضافة إلى غياب البحوث والمعلومات والمسوحات الميدانية عن حاجات السوق واتجاهاتها ورغبات العملاء وميولهم، إضافة إلى أن هذه الصناعة تشتكي من ظاهرة عدم استقرار العمالة، حيث يسعى معظم المصانع والورش المحلية إلى تراكم الخبرات بين عامليها من خلال جذب اليد العاملة المحترفة من المصانع الأخرى، و أشارت هذه التقارير إلى مشكلة تدني مستويات التصميم ومحدوديتها وندرة الأفكار الجديدة لدى المصانع والورش المحلية، نتيجة قلة وجود إدارات لتنمية وتطوير المنتجات، وعدم توافر المصممين والرسامين المحترفين ما دفع بعض المصانع المحلية لممارسة التقليد في منتجاتها الأمر الذي أثر سلباً في جذبها للعملاء عند مقارنة منتجاتها بالمفروشات المستوردة التي تمتاز بتنوع التصاميم ودقة التنفيذ. و إن مصانع الأثاث السعودية تعول في مبيعاتها على ارتفاع نسبة الجودة في منتجاتها مقارنة بنظيراتها المستوردة، و في مواسم الأعياد والإجازات حيث تعتاد الأسر على تحديث بعض أثاث منازلها، كما تكثر حفلات الزواج في هذه المواسم، خصوصاً أن نسبة 50 في المائة من سكان المملكة من فئة الشباب مؤهلين للزواج والذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً. . و أشارت الدراسات و التقرير إلى ضرورة إنشاء أكاديمية متخصصة للتصميم والديكور لإعداد كوادر وطنية من الشباب والشابات في المجال نفسه، الذي يعد من أهم المجالات التي يحتاجها سوق العمل،حيث أن نسبة العاملين السعوديين في مجال الديكور والتصميم أقل من 1في المائة، وأن العاملين في هذا المجال من العمالة الوافدة غير متخصصين، ويمارسون المهنة بشكل عشوائي.